عندما أطلقت المرجعية الدينية العليا المتمثلة بسماحة السيّد علي الحسينيّ السيستانيّ (دام ظلّه الوارف) فتوى الجهاد الكفائي في عام 2014م، كان العراق يواجه خطرًا وجوديًّا من قِبَل تنظيم داعش الإرهابيّ.
استجابت الحشود المخلصة من أبناء الشعب العراقيّ، كلٌّ بطريقته وإمكاناته، للدفاع عن الأرض والمقدّسات، ومن بين هذه الجهود المباركة، تبرز مسيرة معتمد المرجعية الدينية العليا في قضاء الأحرار، السيّد أحمد حميد الشوكيّ الذي قاد حركة ميدانية ولوجستية واسعة لدعم المقاتلين والتخفيف من معاناة النازحين، في ملحمة تضحية جماعية تجسّد أسمى معاني الوحدة والتكاتف.البذرة الأولى للعمل الجماهيريّ
بدأت جهود السيّد أحمد الشوكيّ يوم 23 حزيران 2014م، عندما دعا في خطبة الجمعة في مسجد الأحرار الكبير أهالي القضاء إلى النهوض بواجبهم الوطنيّ والشرعيّ عبر تلبية نداء الفتوى، وكانت تلك الدعوة نواة لحملة تطوعية انطلقت من رحم المواكب الحسينية في المنطقة، إذ بدأ تنظيم جهود جمع التبرعات وتصنيفها وإرسالها إلى ساحات القتال.
المشاركة في العمليات العسكرية
كان لأهالي قضاء الأحرار، بقيادة السيّد الشوكيّ، حضور مباشر في العمليات العسكرية ضدّ تنظيم داعش، إذ بلغت المشاركة ما يقارب 31 معركة، خاضها أبناء المنطقة جنبًا إلى جنب مع المقاتلين من مختلف القطعات العسكرية والحشد الشعبيّ.
الدعم اللوجستي: جهد استثنائي في ظروف صعبة
ساهمت حملات الدعم اللوجستي التي قادها السيّد الشوكيّ وأهالي القضاء في تعزيز قدرات المقاتلين في أكثر من 170 منطقة ساخنة، شملت صلاح الدين، الأنبار، ديالى، نينوى، وكركوك وغيرها.
- عدد الطلعات: تجاوزت 132 طلعة.
- عدد المشاركين: قرابة 2700 متطوع.
- أنواع الدعم: شملت المواد الغذائية، السلاح، والأعمال المعنوية مثل المهرجانات الشعرية والمعارض التي جسدت تضحيات الشهداء.
جهود المواكب الحسينية
تميّزت مواكب القضاء، مثل (موكب زين العابدين) و (موكب شهداء المسيرة المليونية)، بدورها الكبير في تجهيز القوافل اللوجستية؛ إذ بلغ عدد العربات المحملة بالتبرعات في إحدى الحملات 50 عربة.
إغاثة النازحين... إنسانية في أبهى صورها
لم يقتصر دور السيّد الشوكيّ وأهالي الأحرار على دعم المقاتلين، بل امتد ليشمل إغاثة العوائل النازحة من المناطق الساخنة، والتي بلغ عددها أكثر من1000 عائلة.
الإجراءات المتخذة:
-
- تهيئة مساكن مناسبة في القضاء.
- تجهيز الأسر بمبردات وثلاجات.
- توفير الملابس والأغطية بشكل شامل.
- توزيع السلال الغذائية بصورة دورية.
إحياء ذكرى الشهداء
حرص السيّد الشوكيّ على تخليد تضحيات الشهداء من طريق:
- إقامة مواكب تشييع وجلسات تأبين.
- تنظيم معارض فنية وصورية لتوثيق بطولاتهم.
- إقامة جلسات قرآنية وفعاليات مسرحية لدعم الروح المعنوية وتعزيز العقيدة.
تكريم عوائل الشهداء
كانت عوائل الشهداء في مقدّمة أولويات السيّد الشوكيّ، فقد أولى اهتمامًا خاصًا بتكريمهم والتواصل معهم لتخفيف معاناتهم ورفع معنوياتهم، مستلهمًا في ذلك القيم النبيلة من سيرة أهل البيت (عليهم السلام).
شكلت جهود السيّد أحمد حميد الشوكيّ وأهالي قضاء الأحرار نموذجًا فريدًا في التضحية والعمل الجماعي. من ساحات القتال إلى حملات الإغاثة والدعم المعنويّ، كانت هذه الجهود برهانًا على الروح الوطنية العالية والالتزام بتوجيهات المرجعية الدينية، لقد نجحوا في رسم صورة مشرقة عن وحدة الشعب العراقيّ، فقد امتزجت التضحيات بالعمل الجماعيّ في ملحمة دفاعية ستظل خالدة في الذاكرة الوطنية.