المرجعية العليا ترسم ملامح النصر وتؤكد على أهمية العلم العراقي.
إن من سمات المرجعية الدينية في النجف الاشرف – بحكم مركزيتها – التفاعل الحي مع طبيعة المراحل التأريخية المتعاقبة لنضال شعبنا العراقي المسلم المجاهد، وما يعكسه من تطورات على واقع المجتمع. ففي مطلع عقد الخمسينات من القرن العشرين برزت مرحلة جديدة تميزت باشتداد النشاط السياسي، وقد تركت عدة عوامل، خارجية وداخلية أثرها في تحفيز نضال الشعب العراقي وأحزابه الوطنية ضد الاستعمار والرجعية الحاكمة.
فعلى الصعيد الخارجي كان أهمها: حركة تأميم النفط الإيراني في عهد الدكتور محمد مصدق 1951 – 1953 ونضال الشعب المصري الشقيق ضد الأحلاف العسكرية، وتتويج هذا النضال بثورة 23 يوليو (تموز) 1952، التي علقت عليها الحركة الوطنية العراقية الكثير من الآمال. وقام الشعب العربي في لبنان بإسقاط حكم بشارة الخوري الدكتاتوري في (18 أيلول 1952).
أما على الصعيد الداخلي، فان انعدام الحريات السياسية، نتيجة للحكم المقنع بالديمقراطية، وسيطرة النفوذ الأجنبي أدى إلى احتقان شعبي شديد في الشارع العراقي. فكان لهذا النهوض الوطني على المستويين الإقليمي والعالمي آثاره على مسيرة الحركة الوطنية في العراق، وكان أبرزها انتفاضة تشرين 1952.
وبطبيعة الحال، كانت المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف على صلة وثيقة بالأحداث السياسية التي تجري في إيران، وذلك نتيجة للروابط الدينية المتينة بين البلدين العراقي والإيراني، والتواصل العلمي بين المرجعيتين الدينيتين (النجفية والقمية)، فضلا عن أن النجف الأشرف وكربلاء المقدسة وغيرهما من مدن العتبات تشكل مزاراً مهماً يؤمه الكثير من المسلمين في أنحاء العالم كافة، فضلاً عن ذلك فأن تأييد المؤسسة الدينية في إيران بقيادة المرجع المجاهد السيد أبي القاسم الكاشاني لقرار التأميم الذي أصدره مصدق كانت له انعكاسات إيجابية لدى الرأي العام العراقي، وفي الوقت نفسه مشجعة لمطالبة بتأميم النفط العراقي.
يتبع....
المصدر موسوعة فتوى الدفاع الكفائي الجزء 3 ص 190