المرجعية الدينية العليا، والعتبة العباسية المقدسة (جهود إنسانية، وتوثيق تاريخي)
تُعَدُّ العتبة العباسية المقدّسة واحدة من أبرز المعالم الدينية والثقافية في العراق، إذ تستقطب الزوار من مختلف أنحاء العالم، وتتميز هذه العتبة بعمارتها الفريدة وتاريخها العريق، مما يجعلها وجهة مثالية للزيارات الرسمية.
تُعقد الزيارات الرسمية إلى العتبة العباسية في إطار تعزيز العلاقات الثقافية والدينية، وتبادل الخبرات مع مؤسسات دينية وثقافية أخرى، وتشمل هذه الزيارات مجموعة متنوعة من الأنشطة، مثل الجولات التعريفية، والمشاركة في الفعاليات الدينية وورش العمل التي تبرز الفنون والحرف التقليدية.
وتواصل العتبة العباسية المقدّسة عبر أقسامها المختلفة إلى تقديم أفضل الخدمات للمجتمع الكربلائيّ بشكل خاصّ، والزائرين الوافدين في الزيارات المليونية على مدار السنة بشكل عامّ، وذلك عن طريق جملة من المشاريع الزراعية والصحية والتعليمية والدينية والعمرانية. (صورة2)
زيادة هذه المشاريع الخدمية وضع العتبة محل اهتمام لبعض الجهات الرسمية من الوزارات والنقابات الرسمية، ومن ضمنها وفد دائرة البرامج الاستثمارية الحكومية في وزارة التخطيط العراقية برئاسة السيّد عادل عبد زيد، إضافة إلى وفد نقابة الأطباء برئاسة نقيب الأطبّاء العراقيّين الدكتور حسنين شبر.
وفد وزارة التخطيط
صحن أم البنين (ع) والمشاريع العمرانية الأخرى نالت إعجاب وفد دائرة البرامج الاستثمارية في وزارة التخطيط العراقية بعد الاطّلاع على تقدُّم الخطة العمرانية الخاصة بأعمال التوسعة للحرم الشريف، وفي هذا الصدد قال رئيس قسم المشاريع الهندسية في العتبة العباسية المقدّسة المهندس ضياء الصائغ في تصريح سابق لشبكة الكفيل أنّ: (هذه المشاريع هي خدمية بحتة للزائرين الكرام الوافدين إلى كربلاء المقدّسة خلال مواسم الزيارات المليونية).
وأضاف أيضًا: (ترد زيارات متعدّدة من مختلف الجهات الرسمية إلى المشاريع الخدمية التابعة للعتبة العباسية المقدّسة، وسبق دائرة البرامج الاستثمارية الحكومية زيارة لوفد من وزارة التخطيط لتقديم الدعم لمثل هكذا مشاريع حيوية).
الخطة المرسومة من الأمانة العامة للعتبة المقدّسة شملت تشييد مبنى ضخمًا يضمّ المواصفات العالمية للمتاحف الدولية، وهذا المبنى مخصّص لمتحف الكفيل للنفائس والمخطوطات؛ إذ يستوعب المقتنيات الأثرية لعرضها؛ ليتمكّن الزائرون من الاطّلاع على الإرث التاريخي لهذا البلد المعطاء.
وأشاد مدير دائرة البرامج الاستثمارية المهندس عادل عبد زيد: (بما تنجزه العتبة المقدّسة على المستوى الهندسيّ في تصاميم منشآتها وبالخصوص صحن أم البنين (ع) ومتحف الكفيل فهو محط فخر واعتزاز كبير لهذه المؤسسة الطاهرة).
وأضاف: (على الرغم من الصعوبات التي تواجه الملاكات العاملة مثل حركة الزوار، إلّا أنّنا لاحظنا سير العمل بجهود متواصلة وعلى وفق الخطة الموضوعة لإكمال المشاريع، وبيّن: (أنّنا نأمل بأن نرى مثل هذه الجودة التي تطبقها العتبة المقدّسة عبر مشاريعها في المشاريع المرتبطة في الوزارة والمرتبطة بجهات أخرى في المحافظات العراقية؛ لأنها مشاريع ذات مراحل متسلسلة وبمواصفات فنية عالية وفقًا للبرامج المعدّة لهذا الغرض).
نجاعة مشاريع العتبة العباسية المقدّسة وآثارها الإيجابية على المجتمع بشكل كامل من النواحي الاقتصادية؛ تعود إلى الدراسة المستقبلية ونتائجها الخدمية بإشراف الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدّسة قبل الشروع بها، فضلاً عن الاطلاع على مردوداتها في توفير فرص العمل وتسليح أساس البنى التحتية للبلاد.
تظلّ العتبة العباسية المقدّسة رمزًا للسلام والمحبّة، ممّا يجعلها نقطة التقاء للزوار من كل أنحاء العالم.