تعزيزاً للعلاقات الثقافية والدينية العتبة العباسية مستمرة بأستقبال الزيارات الرسمية
متحف الكفيل واحد من أبرز المشاريع الثقافية والتاريخية في العتبة العباسية المقدّسة، إذ يهدف إلى حفظ التراث الثقافيّ والدينيّ، ويُعنى بعرض مجموعة متنوعة من القطع الأثرية والفنون الإسلامية التي تعكس تاريخ وثقافة المنطقة.
بمنارة وقبة بارزتين تشيد العتبة العباسية المقدّسة متحفها الخاص الموسوم بمتحف الكفيل للنفائس والمخطوطات، بالقرب من ضريح المولى أبي الفضل العباس (عليه السلام) وتحديداً في شارع باب القبلة، واختير هذا الموقع لقربه من الضريح الطاهر، وتكمن أهمية هذا الموقع في العديد من الأسباب أبرزها سهولة وصول الزائر الكريم إليه والتمتّع بمشاهدة مقتنيات ونفائس تحمل وهج الماضي بإشراقة اليوم.
تأسّس مشروع متحف الكفيل في عام ٢٠٠٩م في ذكرى ولادة الحوراء زينب (عليها السلام).. فهو يهدف إلى احتضان النفائس الثمينة والمقتنيات التاريخية والثقافية، وكذلك حفظ التراث الإسلامي حفظ النفائس الثمينة.
إن التثقيف يهدف إلى نشر الوعي الثقافي بين الزوار عبر المعارض والبرامج التعليمية، الترويج السياحي؛ لذا يعدّ المتحف وجهة سياحية مهمة، مما يسهم في تعزيز السياحة الثقافية.
العتبة العباسية المقدّسة تسعى دوماً إلى تقديم ما هو أفضل للزائر من وسائل الراحة والترفيه والخدمة، عبر تشييد وإعمار مثل هكذا مبانٍ حاملة أحدث التقنيات وبشكل عصري، ووقعت هذه المهمة على عاتق قسم المشاريع الهندسية وملاكاته الماهرة التابع للعتبة المقدّسة.
يطمح مشروع متحف الكفيل إلى أن يكون مركزًا ثقافيًا يربط الأجيال الحالية بالماضي، ويعزّز من تقدير الفنون والتراث وذلك عبر تصميمه العصري والبنية التحتية المتطوّرة له، وكذلك يسعى المتحف إلى تقديم تجربة فريدة للزوار، تجمع بين التعلّم والترفيه.
يمثّل متحف الكفيل جسرًا بين الماضي والحاضر، ويساهم في تعزيز الهوية الثقافية والدينية للعراق، كما يعكس جهود العتبة العباسية في تعزيز السياحة الثقافيّة وتقديم تجربة غنية للزوار.
وبهذا الصدد بين المهندس المقيم للمشروع حسين محمد باقر في تصريح سابق لشبكة الكفيل أن (مبنى متحف العتبة العباسية المقدّسة يشيّد في أحد مواقع التابعة للعتبة العباسية المقدّسة، في ضمن مواقع تطوير وتأهيل المنطقة القديمة المحيطة بالعتبة المقدسة، وبمساحة بناء تبلغ أربعة آلاف متر مربع).
وأضاف أنّ (المبنى مكون من سرداب، وطابق أرضي، تعلوه خمسة طوابق، والمبنى شيد بأحدث الأنظمة الخاصة بتشييد المباني، وعُدَّ هذا المتحف من ضمن أكبر المتاحف الموجودة بالشرق الأوسط).
وأشار إلى أنّه (الآن يجرى تنفيذ أعمال ركائز الأساس، إذ تمّ إنجاز 80% من عدد الركائز الكلية، وحسب المخططات المصادقة).
مبيناً أنّ (المبنى يحتوي على مكتبة الطفل التخصصية، إضافة إلى باقي الغرف والقاعات الخاصة بمثل هكذا مبنى مثل المختبرات الجافة، والمختبرات الرطبة، وكذلك قاعة للنحاسيات، وكذلك قاعة عرض الهدايا التي تُقدَّم إلى العتبة العباسية المقدّسة، وكذلك معروضات نادرة، إضافة إلى معرض السِّجّاد وباقي الغرف الخدمية).
وتابع حديثه بالقول (المبنى سيجهز بسلالم كهربائية، وكافة أنظمة الحماية من الحريق، وأنظمة الإنترنت والاتصالات، والإذاعة الداخلية، وأنظمة الكاميرات، وبقية الأنظمة المختلفة سواء كانت ميكانيكية أو الكهربائية، وتعلو المبنى قبة رئيسية طول قطرها أربعة عشر متراً تقريبًا، وكذلك تعلو سطح المبنى في الجانب الجنوبي الشرقي منارة تبلغ مساحتها طولياً بخمسين متراً).
وتجدر الإشارة إلى أنّ المتحف صُمّم بشكل يلائم الطراز الحضاري للأبنية المحيطة بالعتبة العباسية المقدّسة، وهو سيكون متحفًا يضاهي المتاحف العالمية، ويضمّ كمًّا هائلًا من النفائس والآثار لتَرى النور، وتُشرق صفحة جديدة في تاريخ المتاحف الإسلامية.
في الختام، يعدّ مشروع متحف الكفيل إنجازًا مهمًا يسهم في توثيق التراث وتقديمه للأجيال القادمة، مما يجعله جزءًا لا يتجزّأ من الهوية الثقافية للعراق.