البحث المتقدم

البحث المتقدم

٣٠ جمادى الأولى ١٤٤٦

أربعة عقود على صدورها.. صيانة وترميم لصحيفة كربلاء الأسبوعية

 

صحيفة كربلاء هي واحدة من أقدم الصحف في العراق، وقد تأسست في عام 1920 في مدينة كربلاء المقدّسة، لعبت الصحيفة دورًا مهمًا في الحياة الثقافية والسياسية والاجتماعية للمدينة وللعراق بشكل عام،

وتأسست صحيفة كربلاء في حقبة كانت تشهد فيها البلاد تحولات كبيرة، إذ كانت تسعى لتقديم أخبار محلية وعالمية، إضافة إلى نشر مقالات تعكس قضايا المجتمع واهتماماته على مر السنين، وواجهت الصحيفة تحدّيات عديدة، منها الرقابة السياسية والاقتصادية، لكنها استمرت في نشر محتوى يعبّر عن صوت الناس وآمالهم.

 اليوم، تعدّ صحيفة كربلاء رمزًا من رموز الإعلام المحليّ، إذ تساهم في تعزيز الهوية الثقافية والدينية للمدينة.

كشف مركز الفضل لصيانة وحفظ التراث عن ترميم وصيانة أعداد من صحيفة كربلاء الأسبوعية، والتي يتجاوز عمرها أربعة عقود من الزمن، إذ تمّ استلام أكثر من (100) عدد من الصحيفة، أُنجِز جزء كبير منها والعمل جارٍ على قدم وساق لإنجاز ما تبقّى.

 

ويعمل مركز الفضل لصيانة وحفظ التراث المخطوط والأرشيف الوثائقي التابع لقسم الشؤون الفكرية والثقافية على إعادة إحياء الوثائق والمخطوطات والصحف عبر صيانتها وتدعيمها وإتاحتها للباحثين عبر مركز الفهرسة ونظم المعلومات؛ لتكون شاهدًا حيًا تنقل للأجيال المتعاقبة ما حدث في تلك الحقب الزمنية.

 مدير المركز الأستاذ ليث لطفي يقول في تصريح سابق لشبكة الكفيل : (يستمر مركز الفضل لصيانة وحفظ التراث المخطوط والأرشيف الوثائقي بترميم وصيانة الوثائق والمخطوطات، وذلك في ضمن مشروع المحافظة على التراث الوثائقي والمخطوط في المنطقة، الذي أطلقه قسم الشؤون الفكرية والثقافية برعاية العتبة العباسية المقدّسة منذ خمسة أعوام).

ويوضح: (بعد إنجاز هذه الأعداد من الصحف سيتمّ تحويل النسخ الورقيّة الى نسخ إلكترونية وإتاحتها للباحثين عبر مركز الفهرسة ونظم المعلومات التابع للقسم، وذلك على موقع البوابة العراقية للمعرفة).

ويواصل المركز بذل الجهود الحثيثة لصيانة وترميم الصحف القديمة التي يعود تاريخ صدورها إلى حقب زمنية مختلفة، فقد أنجز المركز ترميم وتدعيم (550) عددًا من صحيفة (المجتمع) التي يعود تاريخ صدورها إلى سبعينيات القرن الماضي في مدينة كربلاء المقدّسة، وكذلك إتاحته لصحيفتين قديمتين كانتا تصدر في عشرينيات القرن الماضي على موقع البوابة العراقية للمعرفة، لتضاف إلى سلسلة المصادر والمراجع والبيانات التي يتيحها الموقع.

                

ولفت لطفي إلى أنّ (المركز استلم أكثر من (550) عددًا من صحيفة المجتمع من المؤرّخ الكربلائيّ السيّد سلمان هادي آل طعمة، وتمّ العمل على ترميمها وتدعيمها باستعمال مواد خاصة للمحافظة عليها، وتمّ بعد ذلك تحويلها إلكترونيًا عبر مركز الفهرسة ونظم المعلومات التابع للقسم ونشرها على موقع البوابة العراقية للمعرفة وإتاحتها للباحثين والمهتمين).

      

مبينا: (استلم المركز أيضًا مؤخرًا مجموعة من أعداد صحيفتي (كركوك ونجمة) وهما من الصحف القديمة والنادرة، وتوثّقان الأحداث قبل قرن من الزمن؛ وذلك في ضمن مشروع المحافظة على التراث الوثائقي والمخطوط في المنطقة، وبذلك يترجم رؤية العتبة العبّاسيّة المقدسّة في تقديم الخدمة والدعم للمختصين بهذا الجانب).

     

وفي السياق ذاته يسعى المركز إلى دعم المشاريع العلمية والثقافية داخل الجامعات العراقية، لاسيما مشروع استعادة مكتبة جامعة الموصل عبر تقديم الخبرات وتنظيم الدورات الأولية التخصّصية لملاكات المكتبة المركزية في الجامعة وتأهيل مكتبتها.

    

وقال معاون مدير مركز الفضل لصيانة وحفظ التراث المخطوط السيّد علي محمد جاسم: (بعد توجيه كتاب رسمي للعتبة العباسية المقدّسة من قبل منظمة اليونسكو وجامعة الموصل، شارك وفد من المراكز المتخصّصة في قسم الشؤون الفكرية والثقافية في الاجتماع الثاني للجنة مشروع استعادة مكتبة جامعة الموصل).

وتابع: (الاجتماع خرج بعدة توصيات منها إقامة دورات تخصصية لملاكات المكتبة المركزية في الجامعة، إذ باشر مركز الفضل لصيانة وحفظ التراث المخطوط بإقامة الدورة التخصصية الأولى في مجال ترميم المخطوطات والكتب الحجرية المتضرّرة).

مشيرًا إلى: (تستمر الدورة لمدّة سبعة أيام، وتضمّنت تقديم المعلومات عن طرائق حماية المخطوطات والكتب القديمة وكيفية تحديد الأضرار فيها، إضافة إلى كيفية التعامل مع تلك الأضرار، وتدريب المشاركين على بعض التقنيات التي يستعملها المركز في أعماله).

 

مواضيع ذات صلة