البحث المتقدم

البحث المتقدم

١٩ جمادى الأولى ١٤٤٦

العتبة العباسية تتبنى حلول الطاقة النظيفة في مشاريعها المختلفة

اعداد شبكة الكفيل العالمية 

تتوجه العتبة العباسية المقدسة، نحو إنتاج الطاقة النظيفة عبر تبني أحدث التقنيات وأنظمة الطاقة الشمسية.

وتشمل جهود العتبة المقدسة نشر منظومات طاقة شمسية فوق أسطح المباني مثل المدارس، والمرائب، بالإضافة إلى عدد من المشاريع المتنوعة، مما يشكل تحولًا نحو الاعتماد على مصادر طاقة بديلة ونظيفة.

الحفاظ على البيئة

أعلنت العتبة المقدسة عن نشر منظومات طاقة شمسية في عدد من المواقع الاستراتيجية، بما في ذلك أسطح المباني الإدارية والتعليمية، والمواقف العامة، وذلك في إطار سعيها لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة الكهربائية.

تهدف هذه الخطوة إلى تقليل الاعتماد على الشبكة الوطنية الكهربائية وتوفير طاقة مستدامة للمرافق الحيوية، والحفاظ على البيئة وتقليل الغازات المنبعثة، من المولدات التي تعمل على الوقود.

مدير عام توزيع كهرباء الفرات الأوسط، السيد سرمد علي جابر، يذكر أنّ العتبة العباسية المقدسة أنشأت مشاريع متعددة لدعم الطاقة الكهربائية، وقال جابر خلال زيارته للعتبة العباسية المقدسة، إنّ "العتبة العباسية لديها جهود متميزة في مجالات الخدمات العامة كافة، إذ تُعد من المؤسسات التي شاركت بصورة فعلية بالتعاون مع وزارة الكهرباء في مجال التوزيع ونقل الطاقة الكهربائية، إذ أنشأت عددًا من المشاريع باستخدام الطاقة البديلة واستخدامها في المرافق التابعة لها".

مشاريع الطاقة النظيفة

يؤكد قسم المشاريع الهندسية في العتبة العباسية، التوجه للاستفادة من الطاقة المتجددة في المشاريع التعليمية لتقليل الضغط على منظومة الكهرباء الوطنية وتحسين الواقع البيئي.

ونشرت ملاكات العتبة المقدسة فوق أسطح البنايات والمرائب التابعة لها مجموعة من منظومات توليد الطاقة البديلة كخطوة لتبني مشاريع الطاقة النظيفة في تلك البنايات.

ويقول مسؤول شعبة الاتصالات التابعة لقسم المشاريع الهندسية المهندس، فراس عباس حمزة، إنّ "منظومة الطاقة البديلة في مجمع العميد التعليمي، وفّرت ما يحتاجه المجمّع من طاقة، ولا سيّما المنظومات الحرجة، من دون الحاجة إلى المولدات الكهربائية، ممّا قلّل الضغط على منظومة الكهرباء الوطنية، وعزّز من تقليل الانبعاثات الضارة وتحسين الواقع البيئي".

ويضيف "يوجد في المجمع الذي يتكون من ثمان بنايات منظومات ذات أحمال حرجة، تستدعي وجود طاقة مستمرة، مثل منظومة الكاميرات، والإنذار، والحريق، ومضخات المياه العذبة والثقيلة وغيرها، إذ كان الاعتماد في السابق على المولدات التي توفّر ما تحتاجه تلك المنظومات من طاقة".

ويبيّن حمزة أنّ "حجم المنظومة الشمسية وقوة أشعة الشمس مكّنها من توليد طاقة فائضة تزوّد مدارس مجموعة العميد، فيما يرجع الفائض منها إلى الشبكة الوطنية، وهذا ما يسهم في زيادة كفاءة التوليد".

وفُرشت أرضية أسطح البنايات وفقًا لمسؤول شعبة الاتصالات بسبع طبقات من اللون الأبيض، لرفع إنتاجية الخلايا الشمسية وتقليل الضغط عن بطارياتها، إلى جانب حماية أرضية المجمع وعدم الحاجة إلى صيانتها لمدّة تتراوح من 15 – 25 سنة.

واتجهت شركة الكفيل للاستثمارات العامة التابعة للعتبة العباسية المقدسة، إلى استثمار أماكن وقوف السيارات في جامعة الكفيل لتحويلها إلى مراكز لإنتاج الطاقة البديلة.

يقول رئيس قسم التكنولوجيا وحلول الطاقة في الشركة المهندس كرار الفتلاوي، إنّ "إدارة العتبة العباسية المقدسة وجهت بالاعتماد على الطاقة البديلة بتنفيذ أغلب مشاريعها الحالية والمستقبلية وتشغيلها، واستنادًا إلى هذا التوجيهات تمّت المباشرة بنصب ألواح للطاقة الشمسية في موقف سيارات جامعة الكفيل".

ويوضح أنّ "المنظومة نُفّذت وصُمّمت بأياد ملاكات الشركة الهندسية والفنية، بالاعتماد على الأسس العلمية والهندسية الرصينة، في عملية اختيار الألواح وتوجيهها "، مشيرًا إلى أنّ "المواد الخاصة بالمنظومات جُهزت من مناشئ عالمية رصينة تطابق المواصفات المطلوبة".

وباشرت ملاكات شركة الكفيل للاستثمارات العامة في العتبة العباسية، بنقل تجربتها في استخدام الطاقة الشمسية إلى منازل المواطنين، بعد النجاح الذي حققته في هذا المجال.

فيما يقول مدير الشركة المهندس جعفر حسين القطب، إنّه "بعد النجاح الكبير الذي حققته منظومات الطاقة الشمسية التي نصبتها الشركة في جامعتي الكفيل والعميد، عملنا على تعميم التجربة في جميع مرافق العتبة العباسية الصناعية والإنشائية والزراعية، وذلك بتوجيه من الأمانة العامة للعتبة المقدسة، إذ نُصبت منظومات عدة في مشروع الفردوس الزراعي، ومشروع الساقي للمياه البديلة، إضافة إلى مشروع العوالي الزراعي".

وبحسب القطب فإنّ "شركة الكفيل للاستثمارات العامة ارتأت نقل تجربتها إلى المواطنين، إذ شرعت بتجهيز المنازل والمشاريع الأهلية والزراعية، في محافظات بغداد، والنجف الأشرف، وكربلاء المقدسة بمنظومات الطاقة البديلة،" لافتًا إلى أنّها "شهدت إقبالًا واسعًا لما تتمتع به من مواصفات وجودة عاليتين".

عجلات كهربائية لخدمة الزائرين

ضمن خططها في دعم مشاريع الطاقة البديلة والحفاظ على نقاوة الأجواء في المنطقة المحيطة بالعتبة المقدسة، باشرت العتبة العباسية بنشر عجلات كهربائية لخدمة الزائرين في مدينة كربلاء المقدسة.

تعمل العجلات بالكامل بالطاقة الكهربائية، وتهدف إلى توفير وسيلة نقل صديقة للبيئة؛ للمساهمة في تقليل التلوث الناجم عن استخدام وسائل النقل التقليدية التي تعتمد على الوقود الأحفوري.

ويقدّم قسم بين الحرمين الشريفين في العتبة العباسية خدماته لنقل زائري العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية، عبر عجلات كهربائية صديقة للبيئة تعمل بالطاقة النظيفة.

ويقول معاون رئيس القسم السيد محمد الطويل، إنّ "ملاكات القسم تعمل على مدى 24 ساعة؛ لتقليل العبء عن الزائرين القاصدين زيارة المرقدين الطاهرين، خصوصًا كبار السنّ، وذوي الاحتياجات الخاصة؛ من أجل ضمان وصولهم إلى أقرب نقطة لتأدية الزيارة، عبر توفير عشرات العجلات التي تعمل بالطاقة النظيفة".

ويشير الطويل إلى أنّ "الغاية من عجلات الشحن الكهربائية، هي توفير أعلى مستويات الخدمة والراحة للزائرين، عبر إيصالهم إلى أقرب نقطة محيطة بالصحن الشريف، إضافة إلى عملها على الطاقة النظيفة؛ لتقليل أكبر قدر ممكن من انبعاث الغازات المصاحبة للعجلات في المنطقة".

دور العتبة المقدسة في نشر الوعي البيئي

لم تقتصر جهود العتبة العباسية على تبني هذه التقنيات فحسب، بل تعمل أيضًا على نشر الوعي البيئي عن طريق مبادراتها المختلفة، إذ شاركت في عدد من المعارض الدولية التي تتناول أهمية الطاقة النظيفة، وتحث على الاستفادة منها على نطاق واسع في المجتمع.

إذ شاركت شركة الكفيل للاستثمارات العامة التابعة للعتبة المقدسة، في معرض بغداد الدولي بدورته الـ 47، الذي أشرفت عليه وزارة التجارة العراقية تحت شعار (العراق يتواصل)، بمشاركة 20 دولة وأكثر من 800 شركة من مختلف القطاعات الصناعية، والزراعية، والتجارية، والسياحية، عبر عرض مشاريع في الطاقة ومكافحة التصحّر.

ويقول رئيس قسم التكنولوجيا وحلول الطاقة في الشركة، المهندس كرار عبد الإله الفتلاوي، إنّ "مشاركتنا في معرض بغداد الدولي، جاءت تلبية للدعوة المقدمة للعتبة العباسية للمشاركة ضمن فعالياته، وتشارك شركة الكفيل بصورة مميزة وفريدة في جناح الشركة، عبر عرض المنتجات الغذائية والزراعية، بالإضافة إلى المشاركة في مشروع الكفيل لحلول الطاقة، الذي يُعد من أبرز مشاريع دعم الطاقة ومكافحة التصحر".

ويشير إلى أنّ "الشركة أضافت مشروع الكفيل لحلول الطاقة، الذي أُنشئ هذه السنة، والعمل جارٍ عليه، ونُفذ ما يقرب من 60 منظومة طاقة شمسية منزلية بقدرة 210 كيلو واطًا حمل، وأكثر من 10 منظومات زراعية بقدرة 450 كيلو واطًا لتشغيل المرشّحات المحورية والغطّاسات".

ويبيّن الفتلاوي، أنّ "الهدف من هذه المشاريع دعم توجّه الحكومة، عن طريق دعم الطاقة النظيفة، ومكافحة التصحّر، وجميع هذه الأعمال بأسعار مناسبة دعمًا للمنتج الوطني والمواطن العراقي".

ويُعد هذا التوجه من العتبة المقدسة نحو الطاقة النظيفة رسالة واضحة؛ لدورها الريادي في تبني مشاريع مستقبلية صديقة للبيئة، إذ تسعى إلى تحقيق الاستدامة البيئية والحد من آثار التغير المناخي، في ظل تزايد الحاجة إلى مصادر طاقة متجددة تسهم في تحسين جودة الحياة.

 

مواضيع ذات صلة