البحث المتقدم

البحث المتقدم

١٩ جمادى الأولى ١٤٤٦

بحلتها الجديدة.. العتبة العباسية تظهر في صورة لبوابات صحن العباس (عليه السلام)

 

    في وقت لم يُشهد أي من البناء والتطوير العمرانيّ على مدار سنين ماضية، قسم المشاريع الهندسية في العتبة العباسيّة المقدّسة كشف عن تأهيل أعمال عديدة منها باب الإمام محمد الجواد (عليه السلام) وباب الإمام علي (عليه السلام) الذي عُرف -بباب الكف- الواقعين في ضمن صحن أبي الفضل العباس (عليه السلام) إذ ظهرا بحلةً جديدةً زاهيةً، تجسد عظمة الإيمان وجمال الفن الإسلاميّ الأصيل.

    هذا الإنجاز يعدّ ثمرة جهود مضنية بذلتها الملاكات الهندسية والفنية، إذ عملت بكل تفانٍ وإخلاص لإعادة إحياء هذين المعلمين الهامين، وقد تمّ تنفيذ الأعمال بأيدٍ عراقية خالصة، مستعملة أفضل المواد وأدقّ التفاصيل، مما جعلهما تحفتين فنّيتين فريدتين من نوعهما.

                                                

لمسات فنية تُذكر في التاريخ

    تصميم البابين الجديدين يتجلّى فيه مزيجٌ رائع بين الأصالة والمعاصرة، لذلك تم الحفاظ على الطراز المعماري الإسلامي الأصيل مع إضافة الكثير من اللمسات الفنية عصرية تعكس تطور الحِرف اليدوية العراقية، إضافة إلى أنه تمّ استخدام مواد عالية الجودة تضمن دائمية الأبواب وتحمّل العوامل المناخية، كما وتم الحرص على دقة الأبعاد والتناسب بين الأجزاء المختلفة.

                                               

قيمة الأبواب الروحية التي تعبّر عن رمزيتها

    باب الإمام محمد الجواد (عليه السلام) وباب الإمام علي (عليه السلام) يعدان رمزين دينيين مهمين، فهما يمثلان إحدى مداخل حرم أبي الفضل العباس (عليهما السلام)، وقد ارتبط هذان البابان بوقائع تاريخية مهمة، وشهدا على العديد من الزيارات والمناسبات الدينية.

                                                

الزيارات والمناسبات الدينية

    التجديد في حلته هذه يرمز إلى استمرارية الحركة العمرانية والتطوير في العتبات المقدّسة، وسعيها الدائم إلى الحفاظ على التراث الإسلامي ونشره، كما أنه يعكس حرص العتبة العباسية المقدّسة على تقديم أفضل الخدمات للزوار والمعتكفين، وتوفير بيئة روحانية مناسبة للعبادة والتقرب إلى الله تعالى. ويعد تجديد الأبواب هو أكثر من مجرد مشروع هندسي، بل هو رسالة أمل وتجديد تؤكد على عمق الحضارة الإسلامية وعراقتها، وعلى استمراريتها عبر الأجيال.

                                                       

    وفي ذات الوقت قال الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة السيّد مصطفى مرتضى آل ضياء الدين (دام تأييده) في تصريح سابق لشبكة الكفيل: وصلنا إلى المراحل النهائية في إكمال تأهيل بابي الإمام علي (عليه السلام) والإمام محمد الجواد (عليه السلام) وتجديدهما في صحن مرقد أبي الفضل العباس (عليه السلام)، وأضاف: نُفذت الأعمال بأيدٍ عراقية خالصة لبناء هذا الأبواب المهمّة وتأهيلهما، وإذ يُعدان من أصل تسعة أبواب للوصول إلى حرم المولى (عليه السلام).

    وأشار إلى: أنّه أُكملت ستة أبواب، بينما بقيت ثلاثة أبواب أخرى هي في المراحل النهائية أيضاً، وسيتم افتتاحها في الأيام المقبلة، وأكّد السيّد آل ضياء الدين: إن هذه الإنجازات تعكس همّة خدام المولى أبي الفضل العباس (عليه السلام) المبدعين المنفذين لكثير من الأعمال بدقة عالية ومهارة كبيرة"، مشيرًا إلى أنّ: "هذه الإمكانات هي ما تبحث عنها المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف، ويحثنا عليها مرارًا وتكرارًا سماحة المتولي الشرعي للعتبة المقدّسة، في إخراج الطاقات العراقية المبدعة والاعتماد عليها في تنفيذ المشاريع.

    وأوضح الأمين العام: سابقًا كانت هذه الأعمال ينفذها مختصون بالعمارة الإسلامية من دول أخرى، إلا أنّها في الوقت الراهن تُنفذ بأيدٍ عراقية خالصة، وهذا دليل على أنّ العقل العراقي والمختصين الموجودين في العراق هم مبدعون ويستحقون الشكر، كون هذه الأعمال تتطلب دقة عالية ومهارة في كسب الخبرات لفترات طويلة،

    فيما اختتم السيّد آل ضياء الدين القول: استعملت في هذه الأبواب أدق التفاصيل المعمارية مع المعرق والتذهيب على الكاشي الكربلائي، وهذا اللون من الفن هو لون جديد يعكس الإبداع ويحتاج الدقة في التنفيذ، ودائمًا ما يسر عين الناظرين.

    من جانب آخر قال رئيس القسم المشاريع الهندسية المهندس ضياء مجيد الصائغ: إن التصاميم المستعملة في تأهيل الأبواب تتناغم معماريّاً وفنّياً مع المدخل الخارجيّ من جهةٍ، ومع الصحن الشريف لأبي الفضل العباس (عليه السلام) من جهةٍ أخرى، لجعل البوّابات القديمة من الداخل جزءًا لا يتجزّأ من مداخلها الخارجيّة المطلّة عليها.

                                                    

    وأضاف: الأبواب زُيّنت بالكاشي الكربلائي المعرّق بالذهب وبنقوش وزخارف مستوحاة من التراث الإسلاميّ العريق، وبما يتلاءم وقدسيّة المكان، مؤكداً: إنّ التصميم حافظ على الشكل القديم للأبواب وموروثه المعماري بحلّةٍ جديدة.

    وذكر الصائغ: إنّ الإدامة الشاملة أُجرِيت للأبواب لإظهارهما بأبهى حلة، وقد زُودا بمنظومات من الإنارة والصوتيات والمراقبة والإطفاء، وأشار رئيس قسم المشاريع الهندسية إلى أن المشروع من تنفيذ شركة أرض القدس للمقاولات العامة، وبتمويل من ديوان الوقف الشيعي.

                                                            

مواضيع ذات صلة