في مزار القاسم(ع)... العتبة العباسية تستعرض جهودها في زيارة الأربعين
في اللحظات الأولى لإعلان المرجعية الدينية العليا لفتوى الدفاع الكفائي، كان لمعتمد المرجعية العليا، السيد ضياء الدين الحسيني، دور محوري في تنظيم الجهود الشعبية لمواجهة تنظيم داعش الإرهابي، الذي كان يهدد مدن ومناطق واسعة في العراق، ومن بين تلك المناطق كانت محافظة ديالى، التي شهدت العديد من الأحداث الدامية بعد سقوط النظام، مما جعلها من المناطق الجغرافية الخطرة، وخاصة بعد دخول داعش إلى بعض المناطق المحاذية لها.
الاستجابة الفورية للفتوى
مع صدور الفتوى في عام 2014، كان السيد ضياء الدين الحسيني من أوائل المستجيبين، حيث وقف بشجاعة بجانب أبناء ديالى، وخاصة في قضاء الخالص، الذي كان محاطًا بقرى ومدن غير مستقرة أمنياً، اذ تحرك السيد الحسيني على الفور لاستنهاض همم الأهالي والمتطوعين، حيث بدأ بتنظيم وتوجيه الجهود للدفاع عن المحافظة وحمايتها من خطر داعش الذي كان يزحف نحو بعقوبة.
عندما بدأ التنظيم بتكثيف هجماته الوحشية على قضاء الخالص، تحرك السيد الحسيني لحشد الناس ودعم القوات الأمنية والمتطوعين.
كان لتحركاتهُ أثر كبيراً في تعزيز الروح المعنوية للقوات والمدنيين على حد سواء، خاصة عندما قام بزيارة مناطق القتال، مثل منطقة الزنبور وغيرها، والتي كانت تتعرض لهجمات مكثفة في محاولة للسيطرة عليها.
المشاركة الميدانية في المعارك
لم يكتفِ السيد الحسيني بتقديم الدعم المعنوي فقط، بل شارك بشكل مباشر في المعارك، حيث قاد قوافل الدعم اللوجستي والمساعدات إلى ساحات القتال. في 30 حزيران 2014، شارك السيد في عمليات تحرير قاطع العظيم وقرى قضاء الخالص، وكانت تلك المشاركة بمثابة دفعة قوية للمتطوعين والقوات الأمنية الذين كانوا يواجهون داعش بشجاعة.
في تموز 2014، قام بزيارة منطقة الطالعة، التي كانت تعد من أخطر المناطق في العظيم، حيث قدم الدعم اللوجستي للمتطوعين، وأوصل خمس سيارات محملة بالمواد الغذائية والمستلزمات الضرورية للمقاتلين. لم تقتصر زياراته على الدعم اللوجستي فقط، بل كانت تحمل في طياتها تعزيزًا للروح القتالية وتذكيرًا بواجب الدفاع عن الوطن.
تحركات السيد الحسيني في صلاح الدين
مع توسع العمليات العسكرية وانتقال المعارك إلى محافظة صلاح الدين، توجه السيد الحسيني إلى قاطع عمليات صلاح الدين، حيث وصل إلى قاعدة بلد الجوية في 16 تموز 2014، محملاً بثماني سيارات من المواد الغذائية والمستلزمات.
أثناء وجوده هناك، تعرض لواء علي الأكبر لهجوم من داعش في منطقة (المشروع المائي)، فشارك السيد الحسيني ومن معه في التصدي لهذا الهجوم، مما كان له أثر إيجابي في تعزيز موقف القوات على الأرض.
في 22 أيلول 2014، عاد السيد الحسيني إلى صلاح الدين، حيث زار قرية البو فدعوس وقدم المساعدات للمتطوعين هناك.
كما شارك في مواجهة داعش في تلك المنطقة، مما جعله رمزاً للصمود والشجاعة في مواجهة التهديدات الإرهابية.
استمرار الدعم والتواجد في سواتر القتال
لم تكن مشاركة السيد الحسيني في المعارك مقتصرة على فترة معينة، بل استمر في تقديم الدعم والمساندة حتى في أصعب الظروف، ففي 28 تشرين الثاني 2015، زار مناطق العلم وحقول علاس وعجيل في صلاح الدين، حيث التقى بالمتطوعين والقوات الأمنية هناك وقدم لهم الدعم اللوجستي. خلال تلك الزيارة، التقى بأحد المتطوعين الذي روى قصته للسيد، مؤكدًا تأثير فتوى الدفاع الكفائي في تغيير حياة الشباب والمجتمع العراقي بشكل عام.
في كانون الثاني 2016، توجه السيد الحسيني إلى جبال مكحول في صلاح الدين، حيث قدم الدعم اللوجستي للمتطوعين الذين كانوا يخوضون معارك شرسة ضد داعش. كانت تلك الزيارة محورية، حيث كانت المعارك في تلك الفترة من أصعب المواجهات. كما زار قاعدة سبايكر في اليوم نفسه، مؤكدًا على أهمية التواصل المستمر مع المقاتلين وتقديم الدعم المعنوي لهم.
زيارات لمختلف الجبهات
لم يقتصر دور السيد الحسيني على دعم جبهة واحدة، بل كان يتنقل بين مختلف جبهات القتال. في 4 أيلول 2016، توجه إلى مدينة الشرقاط في صلاح الدين، حيث قدم الدعم للمتطوعين والقوات الأمنية هناك. كما زار قضاء الدجيل في 10 أيلول 2018، مؤكدًا على استمرارية دعمه للمتطوعين في لواء علي الأكبر.
في 21 أيار 2015، زار السيد الحسيني مدينة الكرمة في الأنبار، حيث قدم الدعم اللوجستي للمتطوعين والقوات الأمنية. كما زار الصقلاوية في 10 أيار 2015، مقدمًا المساعدات المادية والمعنوية للمقاتلين. وفي 14 آب 2018، زار قاطع عمليات الفلوجة، حيث ألقى محاضرة توجيهية للمقاتلين، مؤكدًا على ضرورة الصمود والتماسك في مواجهة الأعداء.
دعم العمليات في الموصل
مع بدء عمليات تحرير الموصل، توجه السيد الحسيني إلى منطقة تلول الباج في 21 تشرين الاول 2016، حيث قدم الدعم اللوجستي للقوات الأمنية والمتطوعين هناك. كما زار منطقة أم الحجيرات في 3 أيلول 2017، مؤكدًا على أهمية دعم المقاتلين في تلك الجبهات الحرجة.
وفي 20 أيار 2017، زار السيد الحسيني تل عبطة وعين الحصان، حيث كانت القوات تواجه نيران كثيفة من داعش.
رغم ذلك، استمر في تقديم الدعم المادي والمعنوي للمقاتلين، مما كان له أثر كبير في تعزيز موقفهم. في 4 نيسان 2017، زار عين الجحش وعين طلاوي، حيث قدم الدعم للمتطوعين في تلك المناطق.
كان لمعتمد المرجعية العليا السيد ضياء الدين الحسيني دورٌ فاعل ومحوري في تعزيز الجهود القتالية ضد داعش، حيث لم يكتفِ بالزيارات الرمزية بل شارك بشكل فعلي في تقديم الدعم اللوجستي والمادي والمعنوي للمقاتلين في مختلف الجبهات.
المصدر: موسوعة فتوى الدفاع الكفائي، الجزء الثامن عشر، ص319.