في مزار القاسم(ع)... العتبة العباسية تستعرض جهودها في زيارة الأربعين
العتبة العباسية تكسو أرضيّة وجدار طارمة مرقد أبي الفضل العبّاس (عليه السلام) التي تمتد مساحتها من الجدار الخارجيّ للحرم المطهّر وصولاً إلى الشريط الفاصل بينها وبين الصحن المطهّر، وقد شارفت أعمال التهيئة لهذا الإنجاز على الانتهاء مع المباشرة بالإكساء للأجزاء التي تمّ الانتهاء منها، والتي شملت جدار الغرفة التي يرتكز عليها عمودان من أعمدة الطارمة.
إذ أعلن قسمُ المشاريع الهندسيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة، أنّ أعمال إكساء جدران طارمة مرقد أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) في جزئها الثاني (الجانب الأيسر للداخل إلى الحرم الطاهر من جهة القبلة)، متواصلةٌ وتجري وفقًا لما خُطّط لها، وقال رئيسُ القسم المذكور المهندس ضياء مجيد الصائغ لشبكة الكفيل: (إنّ العمل بإكساء الجدران بوشر به بعد أن تمّ الانتهاء من إكساء الأرضيّة، في المساحة المحصورة بين جدار الحرم الشريف ونقطة الالتقاء بالصحن المطهّر، وبمساحةٍ تقدّر بنصف المساحة الكلّية للطارمة البالغة (500) مترٍ مربّع).
وأضاف: إنّ إكساء الجدران يتمّ باستعمال قطع المرمر من نوع (ملتي الاونكس)، وهو من ذات النوعيّة التي استُعملت في إكساء الصحن الشريف وأواوينه، تبعًا لقياسات وأبعاد خاصّة تتناسب مع ما يتمّ العمل به، وقد سبقت الإكساء أعمالٌ مهّدت له لكونه يأتي بعد إجرائها، وتعدّ من الأعمال المهمّة والضروريّة كتقوية جدار الحرم وأعمدة طارمته وزيادة متانتها وقوّتها، إضافةً إلى تماسك الأرضيّة بملء تجاويفها وفراغاتها بموادّ خاصّة جعلتها تمتاز بصلابة وقوّة إضافيّة، كذلك تمّ تسليك شبكةٍ متكاملة من المنظومات وهي جزءٌ من منظومات الحرم الطاهر والصحن الشريف، كالإنارة والصوتيّات والكاميرات)
يُذكر أنّ مشروع إكساء أرضيّة صحن وحرم المولى أبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، يُعدّ من المشاريع المكمّلة لسلسلة المشاريع التي نُفّذت مسبقًا، وجاء نتيجة تعرّض المرمر المكسوّ به سابقًا إلى أضرار كبيرة وتخسّفات أدّت الى تشوية منظره العامّ إضافةً الى قِدَمه، فقد مضى عليه أكثر من (50) عامًا، لذلك سعت الأمانة العامّة للعتبة العبّاسية لهذا المشروع بهدف زيادة الجمال لروضةٍ من رياض الجنّة، ممّا يعطي صورةً خلّابة تُضاف إليها الراحة النفسيّة للزائرين الكرام.
أمّا أعمالُ صيانة وتزجيج القبّة المطهّرة لمرقد أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) من الداخل فقد وصلت إلى مراحلها الختاميّة ووضع اللّمسات الأخيرة لها، من قِبل ملاكات قسم الصيانة والإنشاءات الهندسيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة فقد قال المُشرِفُ على هذه الأعمال ومسؤولُ وحدة المرايا في القسم المذكور السيّد حسن سعيد مهدي: (إنّ هذه الأعمال تُعدّ الأوسع والأشمل منذ تسعينيّات القرن الماضي، وتعدّ هذه المرحلة الأخيرة من أعمال صيانة وتزجيج أروقة الحرم الطاهر لمرقد أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) بسقفه وجدرانه، تبعًا لخطّةٍ وُضِعت لهذا الغرض اتّسمت بالدقّة والحرفيّة، وإضافة لمساتٍ جماليّة تتناغم مع ما هو موجود في الحرم والصحن المطهّرَيْن، وأضاف: (إنّ التصاميم المنفَّذة الخاصّة بالنقوش الزخرفيّة الإسلاميّة، جاءت مطابِقةً لما سبَقَتها من نقوشٍ كانت موجودة في السابق، مع إضافة بعض اللّمسات الفنّية الحديثة، وإنّ الزجاج المستعمل يمتاز بجودته العالية ومقاومته للظروف المحيطة، وقد جاء متناغِماً ومنسَجِماً مع طريقة تثبيته).
واختتم : (على الرُّغم من حصول توقّفاتٍ في العمل نتيجة الزيارات المليونيّة، لكون أنّ معدّات العمل تُحيط بالشبّاك الشريف وتُعيق حركة الزائرين بعض الشيء، لكنّنا حال انتهائها نستأنف العمل وبحمد الله كان ضمن ما خُطِّط له، وقد بذلت ملاكاتُنا جهودًا استثنائيّة لأجل إنجازه وإظهاره بهذه الحلّة الجماليّة) ويُشار إلى أنّ هذه الأعمال تندرج في ضمن أعمال صيانة وتطوير حرم مرقد أبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، التي تُنفّذ حسب خطّةٍ وُضِعت لهذا الغرض، بشكلٍ يُلائم قدسيّة هذه البقعة المشرّفة، وأيضًا لما لها من أثرٍ واضح على التصميم الهندسيّ والجماليّ، وبيّن مهدي: (تمّت تهيئة موادّ تمّ استعمالها في هذه الأعمال، تمتاز بالحداثة والمتانة وذات أوزان خفيفة وأكثر صلابة، مع المحافظة على التصميم القديم لكن بلمساتٍ فنّية ستضيف رونقًا واضحًا على المشروع حال الانتهاء منه، لتشكّل نسيجًا فنّيًا ومعماريًّا مع باقي أجزاء ومفاصل الحرم الطاهر).
يُذكر أنّ كلّ ما تقوم به الملاكاتُ من أعمال التخطيط والتصميم والصيانة، هو باكتفاءٍ ذاتيّ من الناحية الفنيّة والهندسيّة وبأيادٍ عراقيّة من ملاكات القسم، وأنّ العمل يجري بشكلٍ مستمرّ من دون حصول أيّ إعاقةٍ أو تقاطعٍ مع حركة الزائرين، وتبعًا لخطّة عملٍ مدروسة يتمّ من طريقها تقسيم العمل إلى عدّة مقاطع.