البحث المتقدم

البحث المتقدم

١٩ جمادى الأولى ١٤٤٦

دور معتمد المرجعية السيّد هاشم الشرع في قضاء المجر: قائد ديني ينسق حملات الدعم ويشارك في القتال ضد التنظيمات الإرهابية

 

 

تُعدّ الفتوى المباركة للدفاع الكفائي التي أطلقها المرجع الديني الأعلى السيّد عليّ الحسينيّ السيستانيّ (دام ظلّه) محطةً فارقة في تاريخ العراق الحديث، إذ أسهمت في صدّ الهجمة الإرهابية الشرسة وحفظ وحدة البلاد، وكان لهذه الفتوى استجابة واسعة من قبل أبناء الشعب العراقي، فلبّى الآلاف نداء المرجعية العليا، مضحين بأنفسهم في سبيل الدفاع عن الأرض والمقدّسات، وفي خضم هذه الاستجابة الشعبية الكبيرة، يبرز دور معتمدي المرجعية العليا في مختلف المحافظات العراقية، الذين شكّلوا جسرًا بين قيادة المرجعية والمتطوعين، وقادوا حملات دعم لوجستي ومعنوي ساهمت بشكل مباشر في نجاح العمليات العسكرية، ومن بين هؤلاء المعتمدين البارزين، يبرز السيّد هاشم الشرع في قضاء المجر الكبير، الذي لم يكتفِ بتوجيه المجتمع نحو الفتوى، بل وقف في مقدّمة الصفوف، مشاركًا بنفسه في العديد من المعارك ومساندًا للمتطوعين في مختلف جبهات القتال، ويلقي هذا التقرير الضوء على الدور الحيوي الذي قام به السيّد هاشم الشرع في تنفيذ الفتوى المباركة، مشددًا على أن جهوده لم تقتصر على الدعم العسكري فحسب، بل امتدت لتشمل الدعم الإنساني والاجتماعي لعوائل الشهداء والنازحين.

 

 

تنظيم الدعم اللوجستيّ والميدانيّ

 

بعد إعلان الفتوى مباشرة، بادر السيّد هاشم الشرع بتأسيس لجنة دعم المتطوعين في جبهات القتال، إذ لعبت هذه اللجنة دورًا محوريًا في تنظيم وتسيير قوافل الدعم اللوجستي إلى مختلف الجبهات.

 وتنوعت هذه القوافل ما بين توفير المواد الغذائية، الملابس، المعدّات العسكرية، وحتى الدعم المالي. كانت القوافل تصل إلى مناطق متعددة في العراق، إذ كانت الحاجة ماسة للدعم، ومنها:

 

1. قاطع الدجيل: الذي كان من أوائل المناطق التي حظيت بدعم السيّد الشرع، إذ أرسل عدة قوافل محملة بالمساعدات، إضافة إلى زيارته الميدانية لتقديم الدعم المعنوي واللوجستي.

 

2. قاطع سامراء: قدم الشرع دعمًا كبيرًا لهذا القاطع، فقد زار المتطوعين هناك برفقة قوافل محملة بالمساعدات، مؤكدًا على أهمية دعم هذا الموقع الحيوي.

 

 

3. قاطع مكيشيفة والصينية: قاد الشرع شخصيًا قوافل الدعم إلى هذا القاطع، مما ساهم في تعزيز جهود المتطوعين هناك.

 

4. قاطع تكريت وقاعدة سبايكر: نظرًا لأهمية هذه المواقع، توجه السيّد الشرع مع قوافل الدعم إلى هذه المناطق أكثر من مرة، مقدمًا الدعم اللازم للمقاتلين.

 

5. قاطع بيجي والمزرعة: شارك السيّد الشرع في تقديم الدعم للمقاتلين في هذه المناطق، حيث زارهم عدة مرات برفقة قوافل محملة بالإمدادات.

 

6. قاطع الخالدية والصقلاوية: رغم صعوبة الوضع الأمني، أصر السيّد هاشم الشرع على زيارة المتطوعين في هذه المناطق، وقدم لهم الدعم اللوجستي والمعنوي، إضافة إلى المحاضرات الدينية التوجيهية.

 

7. قاطع تلول الباج وجبال مكحول: كانت هذه المناطق من بين الأصعب من حيث الظروف الجغرافية والأمنية، إلا أن السيّد الشرع لم يتوان عن تقديم الدعم اللازم للمتطوعين هناك، فأرسل عدة قوافل دعم وزارهم في أكثر من مناسبة.

 

8. مدينة الموصل – حمام العليل: زار السيّد الشرع المنتسبين في العمليات العسكرية وقواطع الشرطة الاتحادية في حمام العليل، مقدمًا لهم الدعم والتوجيه اللازمين.

 

 

مواكب الإطعام والدعم الميداني

 

لم تتوقف جهود السيّد الشرع عند الدعم اللوجستي فقط، بل قام أيضًا بتنظيم مواكب لإعداد وتوزيع الطعام على المتطوعين في جبهات القتال. هذه المواكب كانت تنتقل بين الجبهات المختلفة لتقديم الوجبات الغذائية للمتطوعين والمقاتلين، وقد استمرت هذه المبادرات على مدى سنوات الحرب.

1. قاطع الدجيل: كان من أوائل المواقع التي أرسل إليها السيّد الشرع مواكب الإطعام، إذ تم تقديم الطعام للمتطوعين الذين كانوا محاصرين من قبل عناصر داعش.

 

2. قاطع سامراء: استمر موكب الإطعام في هذا القاطع لفترة طويلة، وقدم الوجبات الغذائية بشكل يومي للمقاتلين.

3. قاطع ناحية العلم: مكث موكب الإطعام في هذا القاطع لأكثر من عشرة أيام، وكان يقدم الوجبات الغذائية والمشروبات للمتطوعين.


 

4. قاطع جرف الصخر: أرسل السيّد الشرع مواكب الإطعام إلى هذا القاطع الذي كان يعاني من نقص حاد في المواد الغذائية بسبب الحصار.

 

5. قاطع ناظم التقسيم: بالتعاون مع موكب العتبة العلوية المقدسة، تم تقديم الدعم الغذائي للمقاتلين في هذا القاطع.

 

6. قاطع القيارة في الموصل: نظرًا لأهمية هذا الموقع الاستراتيجي، أرسل السيّد الشرع مواكب الإطعام التي مكثت هناك لمدة عشرين يومًا.

 

7. قاطع عين الجحش: ورغم صعوبة الظروف، استمر السيّد الشرع في إرسال مواكب الإطعام إلى هذه المنطقة التي كانت تمثل موقعًا استراتيجيًا مهمًا، رغم الصعوبات اللوجستية التي واجهتها.

 

 

المشاركة الميدانية في تحرير المدن

 

إلى جانب دوره في تنظيم الدعم اللوجستي والميداني، كان السيّد هاشم الشرع من بين القادة الذين شاركوا فعليًا في معارك التحرير. ومن أبرز المعارك التي شارك فيها:

 

1. معركة تحرير قرية آمرلي: كان السيّد الشرع من أوائل المشاركين في هذه المعركة، و قدم دعمًا معنويًا وماديًا كبيرًا للمتطوعين هناك.

2. معارك سيد غريب والدجيل: شارك السيّد الشرع في هذه المعارك، مقدمًا جهدًا كبيرًا في تحرير هذه المناطق من قبضة الإرهاب.

3. معركة تحرير الموصل: كان له دور كبير في دعم المتطوعين في أثناء معركة تحرير مركز مدينة الموصل، إذ شارك مع فرقة العباس القتالية.

 

 

 

 

الأنشطة الإنسانية والاجتماعية

 

إلى جانب دوره العسكري، قام السيّد هاشم الشرع بالعديد من الأنشطة الإنسانية والاجتماعية لدعم النازحين وعوائل الشهداء:

1. إيواء النازحين: كان للسيّد الشرع دور كبير في توفير السكن والمساعدات للنازحين من المناطق المتضررة.

2. تفقد عوائل الشهداء: قام الشرع بزيارات ميدانية لعوائل الشهداء، وقدم لهم الدعم المالي والمعنوي.

3. تكريم عوائل الشهداء: نظم السيّد الشرع مهرجانًا سنويًا لتكريم أولاد الشهداء، تقديرًا لتضحياتهم.

4. التشييع الرمزي السنوي: يقيم الشرع سنويًا تشييعًا رمزيًا لشهداء قضاء المجر الكبير، تخليدًا لذكراهم وتذكيرًا بتضحياتهم.

 

 

 

كان للسيّد هاشم الشرع دور محوري في دعم فتوى الدفاع الكفائي، سواء عبر تنظيم الدعم اللوجستي والميداني، أو عبر مشاركته الفعلية في المعارك.

إنّ جهوده المستمرة وعمله الدؤوب في دعم المقاتلين وتقديم المساعدات الإنسانية تعكس التزامه العميق بالدفاع عن العراق وحماية مقدساته، مما يجعله رمزًا من رموز المقاومة العراقية ضدّ الإرهاب.

 

المصدر: موسوعة فتوى الدفاع الكفائي، الجزء الثامن عشر، ص57

مواضيع ذات صلة