في مزار القاسم(ع)... العتبة العباسية تستعرض جهودها في زيارة الأربعين
حصاد مبارك للمشروع القرآني.. العتبة العباسية تختتم بنجاح دوراتها القرآنية
المشروع القرآني وخاصة للفئات العمرية الصغيرة يمثل شريان الوعي الفكري والثقافي للطفل وحصانة له من مغريات الحياة، أضافة الى الاستغلال الأمثل لوقته الثمين وتعليمه القرآن الكريم وكيفية التلاوة الصحيحة للآيات البينات والعقائد عبر أصول الدين وفروعه والسيرة والفقه والأخلاق.
بعد مدة دامت أكثر من شهر ونصف في استثمار العطلة الصيفية، اختتم المجمع العلمي للقرآن الكريم في العتبة العباسية المقدسة مشروع الدورات القرآنية الصيفية في 12 محافظة عراقية، والذي يشرف على اطلاقه لأكثر من 10 أعوام متتالية عبر فروعه المنتشرة في معظم المحافظات العراقية.
كربلاء المقدسة
واختتمت مؤخراً الدورات الصيفية في محافظة كربلاء المقدسة مع ثلاث محافظات أخرى، وقد احتضنته مجموعة العميد التربوية وبحضور الأساتذة والمعلمين القرآنيين وشخصيات بارزة من العتبة المقدسة.
وبدأ الحفل الختامي بكلمة للمجمع العلمي، القاها المعاون العلمي للقسم الدكتور لواء حسن العطية، وأكد فيها: "تحرص العتبة العباسية المقدسة على انشاء جيل محصن بعلوم القرآن الكريم ومتسلحاً بمناهج واخلاق أهل البيت (عليهم السلام) لمواجهة الأفكار الدخيلة على المجتمع".
وأضاف: ان "الدورات القرآنية الصيفية لهذا العام استقبلت 64 ألف طالب بإشراف ثلاثة معاهد من تشكيلات المجمع العلمي في عامها 13، توزعوا على المساجد والحسينيات ودور العلم في 12 محافظة، وهن: (كربلاء المقدسة والنجف الاشرف وبغداد وبابل والديوانية وكركوك والمثنى وواسط وميسان وذي قار وصلاح الدين).
وأشار الى: ان "العتبة العباسية المقدسة الرائدة في مجال المشاريع القرآنية هي محل ثقة المجتمع الملتزم، وعلى أساس ذلك سعى المجمع العلمي الى تهيئة بيئة قرآنية نقية تستهدف الفئات كافة ومنها البراعم والناشئة والشباب".
ولفت العطية الى: ان "استهداف تلك الفئات قائم على تعليمهم، التلاوة الصحيحة للقرآن الكريم، ودروس في السيرة الشريفة، والعقيدة، والأخلاق، بالإضافة الى الدروس العملية، في أصول الدين وفروعه".
وبين: ان "الحفل المركزي الذي اقيم في أحد أروقة العتبة العباسية التعليمية، مجموعة العميد التربوية اكتفى بأكثر من 4500 طالب وهم عينات من أربع محافظات هي كربلاء وبغداد وبابل والمثنى، بالإضافة الى اقامة احتفالات أخرى في المحافظات البقية".
أعقبها كلمة ممثل الطلبة المتخرجين القاها الطالب حسن حمود، والذي أثرى الحفل ببصيرته مقدماً امتنانه وامتنان الطلبة لأساتذته والقائمين على المشروع القرآني كافة، والمرجعية الدينية العليا.
وقال: إن "أهمية المشروع القرآني الذي تتبناه العتبة العباسية المقدسة عبر الدورات القرآنية الصيفية بالنسبة للفئات العمرية التي تستهدفها، وبالخصوص المناطق الريفية كمنطقته عين التمر في كربلاء المقدسة وغيرها له منفعة قصوى بين أفراد المجتمع".
وبين الطالب حسن: ان "الطلبة تعلموا في الدورات الصيفية خمس مواد دينية، أولها: العقائد التي نهلوا عبرها أصول الدين وفروعه، والقرآن الكريم، وكيفية التلاوة الصحيحة للآيات البينات، والسيرة، وفيما يخص ذلك تعداد الائمة المعصومين (عليهم السلام)، والفقه، بالإضافة الى الاخلاق".
وتخلل الحفل عرض فيلم وثائقي يوضح لما تقدمه الدورات القرآنية الصيفية في كل عام وتحويلها للمساجد والحسينيات في كل مناطق كربلاء المقدسة الى منارات تجذب الصغار الى نور كلام الله (عز وجل).
ورصد الفيلم مشاهد لأهم الحلقات التاريخية التي مرت بها الدورات الصيفية، والتي انطلق ضياؤها من حلقات صغيرة في رحاب مرقد ابي الفضل العباس (عليه السلام) لتعم 12 محافظة عراقية.
ويعكس ذلك اهتمام العتبة المقدسة بالبراعم وتوجيههم الى المسار الصحيح، وتزويدهم بخير الزاد من أسمى القيم الدينية والأخلاقية، بالإضافة الى سعيها الدؤوب على اكتشاف المواهب في مختلف المجالات المفيدة لتلك الفئات.
وعرض الفيلم بعض الأرقام التي سطرتها الدورات القرآنية في أربع محافظات عراقية، مثل تخريجها أكثر من 157 ألف تلميذ في 13 سنة متتالية، وتوزيع أكثر من 200 ألف كتاب من مناهجها التربوية والتعليمية، لتخرجهم كمنارات هداية لمجتمعاتهم واسرهم.
واختتم الحفل ببعض القصائد الشعرية، وترديد نخبة من التلاميذ البالغ عددهم 100 تلميذ نشيد الدورات القرآنية الصيفية الموسوم بالقرآن نحيا، الذي انتجه معهد القرآن الكريم منذ ثلاث سنوات، مع ترديد قسم الولاء للإمام الحجة المنتظر (عجل الله فرجه).
وبين مدير معهد القرآن الكريم، الشيخ جواد النصراوي: "استقبلت الدورات الصيفية في محافظة كربلاء المقدسة وبابل وبغداد والمثنى أكثر من 30 ألف طالب، وسيتبع هذا الحفل حلقات اخرى للاحتفاء بالتلاميذ البقية".
وأشار الى: ان "العتبة المقدسة اولت اهتماما كبيرا بهذا المشروع القرآني وذلك للأثر الذي لمسناه في نفوس أبنائنا التلاميذ، ولأنها تعد رحلة روحية تأخذ بأيدي التلاميذ الى المسار الصحيح الذي يتبناه منهاج أهل البيت (عليهم السلام)".
ولفت النصراوي الى: ان "المشروع شهد تطوراً كبيراً من ناحية المناهج التعليمية واتساع الرقعة الجغرافية وازدياد اعداد الطلاب بالإضافة الى الية اقامت تلك الدورات".
وأوضح: "سبقت هذا الحفل الختامي اختبارات للتلاميذ بالمنهج الموسوم بمنهاج التلميذ الصالح للمراحل الدراسية الأولى شفاهية نظراً للفئة العمرية، واختبارات تحريرية بالنسبة للمرحلة الثانية والثالثة".
وأضاف: "وزعت الهدايا على التلاميذ الأوائل نتيجة تلك الاختبارات، وكذلك معرفة الطاقات والكفاءات الموجودة بين هؤلاء الطلبة بهدف استثمارهم في مشاريع قرآنية أخرى".
واحتضنت دروس الدورات الصيفية أكثر من 1،100 مسجد وحسينية بالإضافة الى سرداب المولى ابي الفضل العباس (عليه السلام)، وبإشراف أكثر من 1،125 استاذاً ومعلما قرآنياً في أربعة محافظات.
ومن جانبه قال مدير معهد القرآن الكريم في بابل، السيد منتظر المشايخي: ان "الدورات الصيفية لهذه السنة استقبلت 10 ألف طالب في محافظة بابل وأقضيتها، وزعوا على مركز المدينة وأربع محاور أخرى".
وأضاف: ان "اعداد الطلبة الذين تواجدوا ضمن الحفل المركزي في مجموعة العميد التربوية نحو 1300 تلميذ، وسيلحق هذا الاحتفال محافل عدة لتتويج مجهودات الأساتذة والتلاميذ بالمشاركة في هذه النسخة من الدورات القرآنية".
وأشار الى: ان "الهدف من إقامة هكذا فعاليات مباركة هو لتشجيع الطلبة بالمواظبة على المشاريع القرآنية، وتحفيز غيرهم الى الانخراط للنسخ القادمة من الدورات القرآنية الصيفية".
وشارك معهد القرآن الكريم فرع الهندية في الحفل المركزي للدورات القرآنية الصيفية بنحو 1000 طالب من المركز ومناطقه الريفية، والتي تسعى العتبة العباسية المقدسة في تركيز المشاريع القرآنية بالنسبة لهم.
المحافظات الأربع التي شاركت في الحفل المركزي عند مجموعة العميد التربوية، وهي بابل استقبلت أكثر من 10000 طالب، وبنفس العدد بغداد ونواحيها، والمثنى بنحو 3000 طالب.
وقال الطالب في المرحلة الثالثة حسين علي امين: ان "الدورات الصيفية قدمت لنا منهاجاً كاملاً في كل ما يحتاجه الشاب في أموره الدينية، والتعلم من أخلاق وعلوم اهل البيت (عليهم السلام)".
وأضاف: "شاركت في مراحل الدورات الصيفية لثلاث سنوات، والان اؤدي صلاتي بشكل صحيح ولدي خزين جيد من الادعية من تراث الأئمة المعصومين (ع)، وبعض المسائل الفقهية فيما يخص الأمور المجتمعية اليومية".
مبيناً: "تمتزج في الدورات القرآنية الدروس الترفيهية والتربوية بأسلوب ممتع تحفز الطلبة على الاطلاع أكثر في قصص السيرة العطرة والعقائد التي تقوي من عقيدة التلاميذ في أمورهم الدينية التي يحتاجونها في حياتهم اليومية".
محافظة النجف الاشرف
أما معهد القرآن الكريم في النجف الاشرف أحد اضلاع المجمع العلمي، والذي يشرف على الدورات الصيفية في 6 محافظات، وهي: (النجف الاشرف، وميسان، وكركوك، والديوانية، وواسط، وصلاح الدين)، فقد كان له دور مميز في إقامة المشاريع القرآنية وبمشاركة أكثر من 32،000 طالب وبأشراف أكثر من 1000 معلم واستاذ قرآني.
احتفى المعهد بتخريج دفعة اشبال الكفيل السادسة التي انتظم فيها أكثر من 8،000 طالب، وذلك عبر احتفال بهي عند صحن السيدة نرجس (ع) في مسجد السهلة.
وشهد الحفل حضور شخصيات دينية بارزة وإقامة فعاليات ثقافية منها أنشودة (من عباس ولعباس) أداها المنشدان محمد باقر قحطان ومحمد أمير التميمي، واختتم الحفل بترديد قسم الولاء للإمام المهدي المنتظر (عجّل الله فرجه الشريف)، والتعهد بالسير على نهجه ونهج آبائه الطاهرين.
محافظة ميسان
مضايف ومساجد وحسينيات الجنوب في محافظة ميسان وصل عددها الى 184، استقبلت أكثر من 7000 طالب من اشبال الكفيل، متناولين الدروس الفقهية والعقائدية عبر أكثر من 200 استاذ ومعلم قرآني، أعدوا من قبل معهد القرآن الكريم في النجف الاشرف، لتحتفي المحافظة بتخرج اشبالها في الدورات الصيفية بجمع غفير في قضاء الكميت، من وجهاء المحافظة ومعتمدي مكاتب المرجعية الدينية في القضاء.
محافظة واسط
وفي ذات السياق، احتفت واسط بتخريج 8000 برعم من الدورات الصيفية القرآنية الذين انتظموا عبر أكثر من 200 مركز لتعليم المعارف الدينية ومنهاج اهل البيت (عليهم السلام) على يد 250 أستاذاً ومعلماً قرآنياً، وأقيم حفل الختام في ساحة الشعائر بقضاء الزبيدية شمال محافظة واسط بحضور جمع غفير من الطلبة وأساتذتهم ووجهاء المحافظة ومعتمدي مكتب المرجعية الدينية العليا فيها.
محافظة كركوك
وعلى نفس النهج خرج معهد القرآن الكريم في النجف الاشرف أكثر من 2250 تلميذاً في محافظة كركوك، انهلوا عبر 45 يوماً دروسا بالعقائد والسيرة والفقه والأخلاق، على يد 92 معلماً قرآنياً في 30 مسجداً وحسينية توزعوا في مركز المدينة، ذلك بهدف انشاء جيل واعٍ متسلح بفكر الثقلين الشريفين.
امرلي الصمود
قضاء امرلي في محافظة كركوك استنشق عبير القرآن الكريم عبر مشروع الدورات الصيفية، احتفاءً بأطفالها القرآنيين البالغ عددهم 1576، والذين واظبوا على الاغتراف من العلوم الغنية للدين الإسلامي عبر دروس عملية ونظرية ومنها تعلم الوضوء والصلاة في 10 من المراكز التعليمية بين المضايف والجوامع والحسينيات، وبإشراف 50 أستاذاً.
قضاء طوز خرماتو
يستذكر أهالي القضاء الدماء الزاكية التي سالت على أرضهم من اجل الحفاظ على العقيدة التي أراد الإرهاب الداعشي تدنيسها ولولا بسالة ابنائها والوقوف بوجههم، عبر تنظيم حفل تخرج أبنائهم من الدورات الصيفية التي غرست في نفوسهم مبادئ العقائد الغراء وبرعاية العتبة العباسية المقدسة، وبلغ عدد الطلبة في طوز خرماتو نحو 2500 طالباً، وبإشراف 80 استاذاً ومعلماً قرآنياً في 18 مسجداً.
محافظة الديوانية
وشهدت محافظة الديوانية حفلا مركزياً بانتهاء الدورات الصيفية التي أطلقها المجمع العلمي للقرآن الكريم في مركز المدينة ونواحيها مع التركيز على المناطق الريفية لإيصال التعاليم الدينية اليها، حيث شارك عبرها أكثر من 5250 تلميذاً تلقوا التعاليم الدينية على يد 170 أستاذا قرآنيا.
محافظة ذي قار
وفي نفس الخصوص استقبلت الأقضية مثل النصر، والرفاعي، والشطرة، وقضاء سيد دخيل، والناصرية المركز في محافظة ذي قار، أكثر من 3750 طالباً من الدورات القرآنية الصيفية، واحتفت بتخرجهم عبر محافل عدة بحضور المؤسسات القرآنية والرسمية في المحافظة.
وتهدف الدورات القرآنية التي تقيمها العتبة العباسية المقدسة إلى تحقيق جملة من الأهداف النبيلة، ومنها نشر الثقافة القرآنية وغرس القيم الإسلامية وتنمية المهارات الشخصية بين أفراد المجتمع.