في مزار القاسم(ع)... العتبة العباسية تستعرض جهودها في زيارة الأربعين
في خضم جائحة كورونا التي اجتاحت العالم في عام 2020م، برزت جهود إنسانية ومؤسسية لتقديم الدعم الطبّيّ والعناية للمصابين، ومع تفشّي الفيروس بسرعة كبيرة، كانت الحاجة ملحة لإنشاء بنية تحتيّة طبيّة متقدّمة تستوعب الأعداد المتزايدة من المصابين في العراق.
عملت العتبة العباسيّة المقدّسة دورًا محوريًّا في مواجهة هذه الأزمة الصحيّة، إذ بذلت جهودًا جبارة لإنقاذ المواطنين ودعم القطاع الصحي في البلاد، فقد بدأ مستشفى أمير المؤمنين (عليه السلام) في النجف الأشرف، بالتعاون مع قسم الصيانة الهندسية في العتبة العباسيّة المقدّسة مشروع إنشاء ردهة إنعاش خاصّة بالمصابين بجائحة كورونا.
وقد تولّى القسم الهندسيّ في العتبة مسؤولية التخطيط والتنفيذ للمشروع، الذي تمّ إنجازه في وقت قياسي بلغ ثمانية عشر يومًا، متقدمًا بمدّة أسبوع على الجدول الزمني المُقدَّر، وقد تمّ تسليم المشروع ليكون تحت إشراف دائرة صحة محافظة النجف الأشرف.
خلفية المشروع وأهميته
جاء هذا المشروع استجابة لدعوة المرجعية الدينية العليا للتكافل ودعم المؤسسات الصحية خلال الأزمة الراهنة، وكان الهدف من المشروع توفير بنية تحتيّة طبيّة متقدّمة تتمكن من تقديم الرعاية الفوريّة والضروريّة للمصابين بالجائحة في محافظة النجف الأشرف.
تفاصيل المشروع
تولّى قسم الصيانة الهندسيّة في العتبة العباسيّة المقدّسة التخطيط الهندسيّ والتنفيذ للمشروع. على الرغم من أنّ المدّة التخمينية لإنجاز المشروع كانت 25 يومًا، إلّا أنّ المشروع اكتمل في وقت قياسي بلغ 18 يوماً فقط.
افتُتِحت ردهة الإنعاش صباح يوم الأربعاء (28 شعبان 1441هـ) الموافق لـ(22 نيسان 2020م).
موقع المشروع
تقع بناية المشروع على طريق "(يا علي) الأنموذجي الذي يربط بين النجف الأشرف وكربلاء المقدّسة، مقابل العمود المرقوم بـ(244)، وتبلغ المساحة الكلية للردهة 600 متر مربع، وتضمّ (24) غرفة فردية متكاملة الخدمات، إضافة إلى وجود غرف خاصة بالملاكات الطبيّة والعلاجيّة.
تمّ تزويد المشروع بمنظومات كهرباء، تبريد، صحة، ومنظومة إطفاء متقدمة وحديثة، وأوكسجين وصرف صحي وغيرها.
الإنجاز والتحديات
أُنجز المشروع في فترة قياسية بفضل الجهود المتفانية لفريق العمل الذي ضمّ مهندسين وفنيّين متخصّصين.
أوضح المهندس عباس موسى أحمد، نائب الأمين العام للعتبة العباسيّة المقدّسة في تصريح سابق، أنّ ردهة إنعاش المصابين بكورونا هي واحدة من ثلاث ردهات أشرفت العتبة على تنفيذها في المدّة الزمنية نفسها.
المشاريع الأخرى شملت ردهة الحياة في مدينة الإمام الحسين (عليه السلام) الطبيّة وردهة مستشفى الهندية العام.
فعاليات الافتتاح
المشروع جاء تلبيةً لدعوة المرجعيّة الدينيّة العُليا للتكافل وعبور المرحلة الراهنة ودعم المؤسّسات الصحّية وملاكاتها، وقد شهد حفل افتتاح ردهة الإنعاش حضور والتسليم وفدٌ من العتبة العبّاسية المقدّسة ترأّسه نائبُ أمينها العام وعددٌ من أعضاء مجلس إدارتها الموقّر.
وفي تصريح سابق لنائب الأمين العام المهندس عباس موسى أحمد بيّن لشبكة الكفيل (نودّ أن نبيّن أنّه في شهرٍ واحد فقط من (25/ 3) إلى (25/ 4) سيتمّ إنجاز ثلاث بنايات لردهات المصابين بكورونا، وهي كلٌّ من ردهة الحياة في مدينة الإمام الحسين (عليه السلام) الطبّية وردهة مستشفى الهنديّة العام التي ستُفتتح قريباً، إضافةً الى هذه الردهة التي افتُتِحت اليوم).
بدوره بيّن المهندس علاء توفيق عنوز معاون مدير مستشفى أمير المؤمنين(عليه السلام) والمُشرِف على العمل: (على بركة الله تعالى تمّ افتتاح هذا مشروع بناية ردهة العزل الخاصّ، التي تبرّعت بها مستشفى أمير المؤمنين(عليه السلام) امتثالاً لتوصيات المرجعيّة الدينيّة العُليا، ونفّذته بتفانٍ وإخلاص ملاكاتُ العتبة العبّاسية المقدّسة في مدّة عملٍ قياسيّة، مع الأخذ بنظر الاعتبار جميع المواصفات الفنيّة والهندسيّة الخاصّة بإنشاء مثل هكذا بنايات، فهي نُفّذت وفق معايير صحّية تتلاءم مع ما سيتمّ استخدامه وسيُشكّل إضافةً للمؤسّسات الصحّية في محافظة النجف الأشرف).
يعكس هذا المشروع روح التعاون والتكافل بين المؤسسات الدينيّة والصحيّة في العراق. ويُعدّ إنجاز هذا المشروع في زمن قياسي دليلاً على الالتزام والإخلاص في تقديم الدعم الطبي اللازم في أزمة جائحة كورونا، وتستمر هذه الجهود في تعزيز البنية التحتيّة الصحيّة وتقديم الرعاية للمصابين، ممّا يسهم في تجاوز التحدّيات الصحيّة التي تواجه المجتمع العراقيّ.