تعزيزاً للعلاقات الثقافية والدينية العتبة العباسية مستمرة بأستقبال الزيارات الرسمية
حققت العتبة العباسية المقدسة نجاحاتٍ باهرة في مجال صناعة وصيانة الأضرحة المقدسة، وعلى أيدي أمهر الحرفيين العاملين في مصنع السقاء لصناعة الأبواب والشبابيك للأضرحة والمزارات الشريفة.
من بين هذه الإنجازات، برز مشروع إعادة تذهيب الجزء العلوي من شباك الإمامين الجوادين (عليهما السلام) الذي أُنجز في وقت قياسي خلال ثلاثة أشهر من عام 2019.
هذا المشروع يعكس التزام العتبة العباسية بالحفاظ على التراث الإسلامي وضمان جمال ورونق الأضرحة المقدسة.
توقيع العقد والبداية
تولى السيد محمد الأشيقر (دام تأييده)، الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة، توقيع عقد العمل في التاسع والعشرين من شهر شعبان المبارك 1440هـ، الموافق للخامس من أيار 2019م. تضمن العقد صيانة وتذهيب الأجزاء العلوية لشباك الإمامين الجوادين (عليهما السلام). جاء توقيع العقد كجزء من جهود مستمرة للحفاظ على المقدسات وضمان تقديم أفضل خدمة للزوار والمتعبدين.
المرحلة الأولى: بدء الأعمال
في الجمعة، 31 مايو 2019، باشرت الملاكات الفنية والهندسية في مصنع السقاء لصناعة شبابيك وأبواب الأضرحة والمزارات، بالمرحلة الأولى من أعمال صيانة وإعادة تذهيب الأجزاء العلوية من الشباك الطاهر لضريحي الإمامين الجوادين (عليهما السلام).
شملت هذه المرحلة تفكيك الأجزاء العلوية، وترقيم كل قطعة على حدة لضمان عدم فقدان أي جزء أثناء عملية النقل. بعد ذلك، تم جمع الأجزاء في صناديق خاصة وفقًا لتصنيفات محددة، ثم نقلت إلى المصنع للبدء بأعمال الصيانة.
كانت عملية التفكيك دقيقة للغاية لضمان عدم تأثر أي جزء من الشباك، وتم استخدام تقنيات حديثة لإزالة عوامل الأكسدة والترسبات التي تراكمت على مدى السنوات. وقد استخدمت الطرق الفنية والحرفية الحديثة في عمليات التذهيب لضمان الحفاظ على رونق وجمال الأجزاء المستعادة.
المرحلة الثانية: تقدم العمل
بحلول 3 تموز 2019، وصلت نسبة إنجاز تذهيب الأجزاء العلوية لشباك الإمامين الجوادين (عليهما السلام) إلى 50%. استُخدم في هذه المرحلة ما يقرب من 12 كغم من الذهب عيار 24 لغرض الطلاء، بالإضافة إلى الذهب الموجود سابقًا على الشباك الشريف.
استمرت الأعمال على مدار الساعة لضمان إنجاز المشروع ضمن المدة المقررة البالغة 60 يوماً.
تحديات وإنجازات
أثناء تنفيذ المشروع، واجهت الفرق الفنية عدة تحديات تتعلق بدقة الأعمال المطلوبة وصعوبة التعامل مع بعض الأجزاء المتضررة.
لكن بفضل الخبرة المتراكمة والحرفية العالية، تمكنت الفرق من تجاوز هذه التحديات وإنجاز العمل بجودة عالية.
أكد الأستاذ حسام محمد، معاون مدير مصنع السقاء، أن العمل شمل تذهيب الأجزاء الفضية التي لا تصل إليها أيدي الزائرين، مع صيانة الأجزاء المتضررة، وأنجز العمل ضمن المدة المحددة.
رؤية جديدة وتجربة ناجحة
أوضح الشيخ علي الكاظمي، الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة، أن ضريح الإمامين الكاظميين (عليهما السلام) كان يعاني من تقادم وتلف بعض الأجزاء، وبالأخص التاج الذي يُحيط بالقبرين الشريفين، لذلك كانت هناك رؤية جديدة لتذهيبه وتجديده ليكون لائقًا بمكانة الإمامين (عليهما السلام).
وأضاف الشيخ الكاظمي أن التجربة السابقة مع مصنع السقاء في صنع شبّاكي الشيخ المفيد والشيخ الطوسي أثبتت جودتها، مما دفع الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة للتعاقد مجددًا مع مصنع السقاء لإتمام هذا المشروع.
وأشار الشيخ الكاظمي إلى أن الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة كانت تؤمن بأهمية أن تتولى أيادي عراقية عملية التذهيب والصيانة، مما يعكس الثقة العالية في الكوادر المحلية وقدرتها على تنفيذ مثل هذه الأعمال الحساسة بدقة وإتقان.
إتمام المشروع والنتائج
بعد النجاحات المتحقّقة على أيدي أمهر الحرفيّين العاملين في مصنع السقّاء لصناعة الأبواب والشبابيك للأضرحة المقدّسة والمزارات الشريفة التابعة للعتبة العبّاسية المقدّسة، أنهت كوادره العمل الملقى على عاتقهم فيما يخصّ تذهيب وتركيب الأجزاء التي تمّت صيانتها في الجزء العلويّ من شباك الإمامين الجوادين (عليهما السلام).
تمت المباشرة في العمل بعد أن كانت للأمانة العامّة للعتبة الكاظميّة المقدّسة رؤيةٌ جديدة، فيما يخصّ تذهيب وتجديد طلاء شباك الإمامين الجوادين (عليهما السلام) ليكون لائقاً بقداسة المكان.
صرح الأستاذ حسام محمد، معاون مدير مصنع السقّاء، قائلاً: "تمّت المباشرة بالعمل من قِبل مصنع شبابيك الأضرحة التابع للعتبة العبّاسية المقدّسة، إذ تضمّن العمل تذهيب الجزء العلويّ للشبّاك الشريف، ومنها الأجزاء الفضّية التي لا تصل إليها أيدي الزائرين الكرام، مع صيانة بعض الأجزاء المتضرّرة منها، حيث واصلت الكوادرُ الفنيّة عملها ليلاً ونهاراً من أجل استكمال أعمال تركيب الأجزاء ضمن المدّة المقرّرة حسب العقد المبرم".
تقييم المشروع وتأثيره
من خلال هذا المشروع، أظهرت العتبة العباسية المقدسة قدرتها على تنفيذ مشاريع كبيرة ومعقدة بأيدي عراقية محترفة.
وأكد الشيخ علي الكاظمي أن النتائج كانت فوق التوقعات، حيث تميزت الأعمال بالدقة والإبداع والجمالية، مما يعكس حرص القائمين على تقديم أفضل الخدمات للزوار والمتعبدين.
أثبت هذا المشروع أن الكوادر العراقية قادرة على تحمل المسؤولية وتنفيذ مشاريع ذات أهمية تاريخية ودينية بدقة عالية وحرفية متناهية.
وكما عزز الثقة في القدرات المحلية وأبرز أهمية الاعتماد على الخبرات الوطنية في مثل هذه المشاريع الحساسة.
في نهاية ان هذا العمل، هو تجسد هذه الإنجازات مدى حرص ومهارة الحرفيين في مصنع السقاء لصناعة الأبواب والشبابيك، وقدرتهم على تنفيذ مشاريع ذات أهمية دينية وتاريخية.
إن الجهود المبذولة في إعادة تذهيب الجزء العلوي من شباك الإمامين الجوادين (عليهما السلام) لم تقتصر على المحافظة على التراث، بل أكدت أيضاً على الإبداع والحرفية العالية في تنفيذ مثل هذه المشاريع المهمة.
تعد هذه الإنجازات نموذجاً يحتذى به في العمل الجاد والتفاني للحفاظ على المقدسات والتراث الإسلامي، وتقديم أفضل الخدمات للزوار والمحبين.