في مزار القاسم(ع)... العتبة العباسية تستعرض جهودها في زيارة الأربعين
مقدمة
تمثل القبة الشريفة للمولى أبا الفضل العباس (عليه السلام) أحد أهم المعالم الدينية في العراق، حيث تجذب آلاف الزوار والحجاج من جميع أنحاء العالم.
تتعرض القبة الشريفة للمولى أبا الفضل العباس (عليه السلام) لعوامل بيئية وإنشائية متعددة أدت إلى تآكل مواد البناء وفقدان المادة الرابطة لخاصيتها بفعل الرطوبة والعوامل الجوية. بالإضافة إلى ذلك، تسببت حركة البناء والأسس نتيجة لتغير منسوب المياه الجوفية في ظهور تشققات وتصدعات عمودية وأفقية، مما أثر على استقرار البناء.
تزداد خطورة هذه المشكلات في ظل غياب الصيانة الدورية، مما يستدعي تدخلاً عاجلاً للحفاظ على هذا الصرح التاريخي والديني.
استجابةً لهذه التحديات، شرعت إدارة العتبة العباسية المقدسة في تنفيذ مشروع شامل لترميم وصيانة القبة الشريفة، لضمان الحفاظ على سلامتها ومتانتها للأجيال القادمة.
أسباب الترميم والصيانة
تعاني القبة الشريفة من عدة مشكلات إنشائية أبرزها:
1. تآكل مواد البناء: نتيجة لتعرضها للرطوبة والعوامل الجوية.
2. فقدان المادة الرابطة لخاصيتها: بسبب الرطوبة والظروف البيئية.
3. حركة البناء والأسس: نتيجة لانخفاض وارتفاع منسوب المياه الجوفية مما يؤدي إلى ضعف البناء وظهور تشققات وتصدعات عمودية وأفقية.
تزداد خطورة هذه المشكلات في المباني ذات الكتل الكبيرة والارتفاعات العالية كالقبة الشريفة، خاصة في ظل غياب الصيانة الدورية.
الإجراءات المتخذة
لمواجهة هذه التحديات، شرعت إدارة العتبة العباسية المقدسة بتوجيه التعليمات إلى قسمي الصيانة الهندسية والفنية، وقسم المشاريع الهندسية بضرورة المتابعة الدورية لأبنية المرقد الطاهر. وشكلت لجنة خاصة تقدم التقارير والتوجيهات اللازمة في هذا الشأن.
مراحل العمل
المرحلة الأولى:
صيانة المآذنتين الشريفتين: تم تنفيذها بواسطة شركة أرض القدس الهندسية وبإشراف قسم المشاريع الهندسية في العتبة المقدسة.
المرحلة الثانية:
إعداد الكشوفات اللازمة لأعمال صيانة القبة الشريفة: وقدمت إلى إدارة الأمانة العامة و ديوان الوقف الشيعي تقريراً مفصلاً عن حالة القبة الطاهرة، وطريقة المعالجة، والكلفة التخمينية للمشروع.
التنفيذ والشركات المنفذة
بعد الحصول على موافقة ديوان الوقف الشيعي وتخصيص مبلغ الصيانة، تم مباشرة العمل من قبل قسم المشاريع الهندسية بالتعاون مع شركة أرض القدس.
تم التنسيق والتعاقد مع الشركة السويسرية (سيغا) لتجهيز المشروع بالمواد اللازمة.
التقنيات المستخدمة
لأول مرة تم استخدام ألياف الكاربون في أعمال الصيانة، وهي طريقة حديثة توفر قوة تحمل تفوق حديد التسليح. تضمنت العملية:
- جلي الجدران الداخلية: باستخدام جلايات كهربائية وإزالة النتوءات والشوائب.
- حقن الشقوق بمادة إيبوكسي: بواسطة آليات وضاغطات خاصة.
- تسليح القبة بأشرطة ألياف الكاربون: لتعمل كشبكة تسليح قوية.
تفاصيل العمل
ان العمل يتضمن جلي الجدران الداخلية بواسطة جلايات كهربائية وإزالة كل النتوءات والبروزات والشوائب ولمسافة(10) أمتار من التشققات، ثم نقوم بحقن هذه الشقوق بمادة إيبوكسي الرابطة الخاصة بهذا الغرض وبواسطة آليات وضاغطات خاصة تملأ هذه الشقوق وتربطها بشكل محكم، بعد ذلك يُطلى سطح الجدران بمادة رابطة خاصة تعمل كأساس لألياف الكاربون، ثم يتم تسليح القبة المقدسة بأشرطة بسمك (5)سم من ألياف الكاربون لتعمل كشبكة تسليح، وتوضع بشكل عمودي على جدرانها ولمسافة تتكرر كل متر تقريباً، وتلصق هذه القضبان بعد ذلك بمادة خاصة.
المدة الزمنية
تم إنجاز المشروع في مدة زمنية قياسية قدرها 90 يوماً من تاريخ المباشرة به.
تواصل العتبة العباسية المقدسة تنفيذ العديد من المشاريع الكبرى للحفاظ على المعالم الدينية والتاريخية، وتقديم أفضل الخدمات للزوار.
تساهم هذه الجهود في تعزيز مكانة العتبة كمركز ديني وثقافي رائد.
هذا العمل يعكس الجهود المبذولة في الحفاظ على القبة الشريفة للمولى أبا الفضل العباس (عليه السلام) ويبرز التزام إدارة العتبة العباسية المقدسة بالحفاظ على التراث الإسلامي العريق.
من الجدير بالذكر أن العديد من أقسام العتبة العباسية المقدسة قد نفذت العشرات من المشاريع الكبيرة والمئات من المشاريع المتوسطة والصغيرة، في شتى المجالات منذ تأسيس جميع أقسام العتبة المقدسة بعد سقوط اللانظام البائد في 9/4/2003م، ومنها قسم الشؤون الخدمية فيها فقد نفذ العديد من المشاريع الخدمية طوال السنوات السبع الماضية، وقسم الشؤون الفكرية والثقافية الذي نفذ العشرات من المشاريع في المجالات العلمية والثقافية والإعلامية والتبليغية، وقسم المشاريع الهندسية وقسم الصيانة الهندسية والفنية (الشؤون الهندسية والفنية سابقاً)، وشعبة الصياغة في قسم الهدايا والنذور والموقوفات في العتبة المقدسة، اللذين نفذوا العشرات من المشاريع الكبيرة، وغير ذلك من الأقسام، وقد تم تنفيذ معظم مشاريع تلك الأقسام بكوادرها (وهي عراقية فقط) وأشرف كلاً منها حسب اختصاصه على ما تبقى منها والمنفذ معظمه بكوادر عراقية أيضاً تابعة لشركات من خارج العتبة، أو النادر مما نفذته عمالة أجنبية.