البحث المتقدم

البحث المتقدم

قراءاتٌ صباحيّةٌ تُثلِجُ قلوبَ قارئيها

0 تقييم المقال

   بعد أن أستيقظَ صباحًا، وأُردِّدَ القولَ العراقي الشهيرأصبحنا وأصبحَ المُلكُ للهِ؛ وبعد فطورٍ صباحيٍّ كما رزقنا اللهُ به، ورشفةٍ من فنجانِ القهوةِ المَهِّيلة، أستلقي ممدودًا على أريكتي أو على سريري الخشبيِّ، دون أن أُتعبَ خُطايَ بالسيرِ إلى المكتباتِ القريبةِ من البيت. ثم أشرعُ بتقليبِ هاتفي الخليويّ، وبعد إتمامِ صباحاتِ الأعزّاءِ وردِّ التحايا لهم،

 أتصفّحُ القنواتِ والمواقعَ المختلفة، الممتلئةُ بزَنبيلٍ من الثقافةِ المتنوّعة. أجوبُ بينها مشترِيًا ، مؤونتي الثقافيّة من صحفٍ وكتبٍ ومواقعَ متنوعة، بأسمائها المتعدّدة (ونِعْمَ التكنولوجيا!)، لأستمتعَ بالحِكَمِ والأقوالِ والأشعار، وبكلِّ ما يشبعُ لذّاتي الثقافيّة، ويملأُ مخيّلتي وشهوتي الفكريّة، بعدما شبعتُ غذاءً وامتلأتُ نعمةً. وهكذا، نورتُ صباحي بهذه العبارات الرائعة ، وابتدئتها:

-       بقوله سبحانه وتعالى: ( وما تدري نفسٌ ماذا تكسبُ غدًا). سورة لقمان: 34.

-       وقوله الكريم: ( ويرزقه من حيث لا يحتسب) . سورة الطلاق: 3.

-      ثم؛ توالت الأقوال والأحاديث وأبيات الشعر، لقائليها .

-      الكلامُ لغةُ قوّة... اخترْ كلماتِك لتكونَ قائدًا حقيقيًّا قبل أن تكونَ متحدّثًا.

-      قيل في علم الكلام-  الأسلوبُ الرائعُ والكلمةُ الجميلة... كلُّ شيءٍ مقبولٌ منه، حتى النقد.

-      تعلَّمْ أن تختارَ معارككَ بعناية... من هذه العبارة؛ فهمتُ أن التجاهلَ، قد يكون أكثرَ رُقيًّا وأعلى قيمةً، وأن عدمَ الرد ، قد يكون في بعض الأحيان هو الردَّ الأنسب!

-      في قصيدته  الرائعة ( في الحانة القديمة) ، وصفَ الشاعرُ الكبير( مظفّر النوّاب) حالتَنا بأشدِّ دقةٍ حين قال: نحنُ بغايا ، كلَّ مساءٍ يأخذنا القهرُ ويفعل ما شاء، يأخذنا الفكرُ الكاذبُ والدينُ الكاذبُ والصمتُ الكاذب.

-      نيكيتا جيل ( شاعرة بريطانية(  : نميلُ أحيانًا لكتابةِ أسمائنا على زجاجِ سيارة، أو ننقشُها على طاولة، أو نحفرُها على جذعِ شجرة. أظنُّ أننا جميعًا نتقاسمُ خوفًا مشتركًا، الخوفَ من أن نُنسى.

-      حينَ تُدرك أن القطيعَ لا يفكّر، لن تُهدرَ طاقتك في إقناع الجميع. ومن يسيرُ مع القطيع لا يمكنه، أن يرى شيئًا غيرَ مؤخرةِ القطيع؛ من يريدُ أن يرى الأفق، عليه أن يسيرَ وحده.

-      الشاعر البليغ أبو العتاهية: اختصر الدنيا في ستةِ أبياتِ شعر، اخترتُ منها بيتين:

           نأتي إلى الدنيا ونحنُ سواسِيَةً        طفلُ الملوكِ كطفلِ الحاشية

           ونُغادرُ الدنيا ونحنُ كما ترى        متشابِهون على قبورٍ حافية

          لقد جمعت بين آياتٍ كريمة، وحِكمٍ مختارة، ومقتطفٍات لبعض أبيات الشعر، لقامات الشعرلأصل، إلى فكرة عميقة مفادها: أن الكلمة مسؤولية، والصمت أحيانًا موقف، والتجاهل في بعض المواقف أرقى من الرد. 

نعم
هل اعجبك المقال