البحث المتقدم

البحث المتقدم

٢٥ جمادى الآخرة ١٤٤٦

السيد الصافي يدعو إلى العمل على تشجيع الشباب على دراسة العلوم الدينية

دعا أستاذ الحوزة العلمية، العلامة السيد أحمد الصافي، إلى العمل على تشجيع الشباب على دراسة العلوم الدينية.

جاء ذلك في كلمته خلال افتتاح مدرسة قمر بني هاشم (عليه السلام) ضمن مجمع أمير المؤمنين (عليه السلام) العلمي الخدمي، التابع لموكب العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية في طريق النجف الأشرف – كربلاء المقدسة.

وجاء في نصّ الكلمة:

أسعد الله لكم الأيام دائمًا في هذه الليلة، خصوصًا الدعاء فيها، عندما تكون الزهراء (سلام الله عليها) مقدمة، نسأل الله تعالى أن يستجيب ما ندعو له، وهو أن يوفق الجميع للعلم والعمل الصالح، وأن يحفظ بلدنا من كيد الفجار، وأن يحمينا جميعًا، وأن يحفظ العتبات المقدسة والمرجعيات الكريمة، ولا سيّما سماحة سيدنا المرجع الأعلى (أدام الله ظله الوارف).

مناسبات متعددة انطلقت من ولادة السيدة الزهراء (سلام الله عليها)، ولا شك أنّ هذه الولادة المباركة أطلت علينا وكانت من الأسباب المباركة لأن نجتمع في هذا المكان المبارك، واليوم أيضًا كنّا في افتتاح مدرسة، وبالأمس افتتاح مدرستين، وهذه المدرسة الرابعة من الذين شهدناها، ويبدو أنّ هناك أيضًا مشاريع أخرى كانت كلها تنتظر الولادة الكريمة، حتى تنطلق هذه المشاريع وتفتتح، والحمد لله الذي تمم ذلك.

هذا المكان المبارك هو واقعًا مجمّع مبارك لخدمة سيد الشهداء (عليه السلام)، وأيضًا المهم في ذلك مجمّع للطلبة الأفاضل المبلغين ضمن مشروع التبليغ الحوزوي، الذي انطلق من حوزة النجف الأشرف، وفي كل عام في الأربعين تحديدًا، ويشغل هذا المكان خلال موسم الأربعين أكثر من 1500 مبلغ إن لم يكن أكثر العدد، ويشهد هذا الطريق المبارك طريق (النجف - كربلاء) هذا الحضور الكريم، مئات المبلغين والمواكب الحسينية، وهذا الطريق تمّت خدمته وتطويره بعد 2003، والحمد لله الآن نشهد هذا الاتصال المباشر في مواقع الخدمة والحسينيات وأماكن المواكب، وأيضًا أفاد فائدة عرضية بعد أن مرّ العراق بأزمة داعش، حيث تمهدت هذه المواقع بشكل أو بآخر لأن تكون أماكن سكن للأخوة النازحين نتيجة غزو مدنهم من الإرهاب في ٢٠١٤م.

ولو لاحظنا أنّ كل هذا يصب في مشاريع خدمية تقدم ما يمكن أن يقدم سواء، كان زائرًا على نحو المأكل والمبيت والمنام، وأيضا تقدم للزائر كتوجيه ديني هو بأمس الحاجة إليه، ومحطات التبليغ كانت تنتشر ثمّ تجتمع في هذا المكان، تتفق على خطة عمل وفي النهار أيضًا يباشرون العمل إلى أن تنقضي أيام الزيارة، وبحمد الله تعالى كانت تتم على أفضل ما يمكن، ثمّ تختمها في زيارة سيد الشهداء (عليه السلام).

ضمّ الآن إلى هذا المكان هذه المدرسة الدينية المباركة، ولا شك أنّنا نحن في أمس الحاجة لإنشاء مدارس دينية لترويج الأحكام الشرعية وتشجيع الشباب على دراسة العلوم الدينية، وهذه فائدة مهمة لكثير من الطلبة من ناحية توفير سكن، إذ عندما يفكر بالمجيء يسأل نفسه أين سيكون مبيتي؟ خصوصًا من الذي لا يعرف أحدًا، فإذا اطمأن لوجود مسكن له أكيدًا ستُخفف عنه بعض الأعباء. نحن في حاجة إلى كثير من المدارس داخل النجف الأشرف ومحيطها، بعض الأخوة كانوا يقولون عن هذا المكان إنّه بعيد، وفي الواقع هو ليس بعيدًا بالحساب الزمني، عندما يذهب الساكن من هنا إلى مركز النجف الأشرف، مقارنة مع بقية الأحياء التي يقارنها بهذا المكان، سيكون أقرب، لأنّه يقع على شارع عام، والطريق أصبحت الآن سالكة ومتطورة، أمّا إذا وفرنا أساتذة في هذا المكان، فأعتقد أيضًا ستخف المسألة في ذلك، أيضًا ضمّ هذا المكان معهد الخطابة الحسينية، وأيضًا الآن ضمن الحضور الكريم فيهم كثير من أهل هذه الصنعة، ومن الخطباء المعروفين.

أسأل الله تعالى أن يجعل ألسنتهم دائمًا تنطق بالحق، اللّهم اجعل قولي في الناس مسموعا وأثري في الخيرات.

يمكن لهؤلاء الأساتذة أن يأتوه حتى يوفر أيضًا معهدًا كاملًا لدرس الخطابة، الذي لا ينفك عن درس الحوزة، فهما صنوان أحدهما يكمل الآخر. أسأل الله سبحانه وتعالى لكلّ الأخوة الأعزاء، الذين شرفوا لهذا المكان، لهم دوام التوفيق والتسديد، لاسيّما الأخ العزيز السيد مكي الصافي (سلمه الله تعالى)، فهو معروف ببذل النفس من أجل هذه الخدمة، ولعلّ هذه القضية أثمرت ومن قبله كان والده (رحمه الله) فرّ بدينه بعد الانتفاضة الشعبانية، واستقرّ في هذا الطريق بين النجف الأشرف وكربلاء المقدسة، في أكثر من مكان إلى أن استقر في هذا المكان بشكل نهائي، وكان مكثرًا في العبادة وندبة الإمام المهدي (سلام الله عليه)، فكانت خصلتان عنده وكثير العبادة جدًّا، دائمًا يندب الإمام المهدي (سلام الله عليه) إلا أن وافاه الأجل وهو على هذه الحالة، وهذا المكان لعله يشهد لما كان فيه (قدّس الله نفسه) من كثرة الاهتمام بهذه الجوانب المهمة، إلا أنّه سبحانه وتعالى فرج والحمد لله أصبح هذا المكان فيه هذه الجنبة العلمية، بالإضافة إلى موكب العتبتين المقدستين، هذا الموكب الذي من بعد السقوط بعد سنة أو سنتين شرع بأن يكون تحت خدمة الزائرين جميعًا.

والحمد لله المسألة أعتقد في تطور إيجابي من هذا الجانب، ولا ينجز أيّ مشروع إلا بمعية الأخوة الأفاضل، ويشدوا على أيادي جناب السيد مكي وكل الأخوة العاملين في ذلك، أسأل الله سبحانه وتعالى دوام التوفيق والتسديد للجميع، وأرانا الله تعالى فيكم كل خير، وجنبنا وإياكم كل سوء بمحمد وآله، وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.

مواضيع ذات صلة