بحضور متوليها الشرعي.. العتبة العباسية المقدسة تقيم مجلسها العزائي في السابع من شهر المحرم
كشف الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة السيد مصطفى مرتضى آل ضياء الدين، تفاصيل الخطط الخدمية والصحية والتنظيمية الخاصة بزيارة عاشوراء.
وقال آل ضياء الدين في مقابلة صحفية، إن العتبة المقدسة تبدأ بتوجيه من متوليها الشرعي سماحة العلامة السيد أحمد الصافي، الاستعدادات والتحضيرات والخطط لاستقبال العام الجديد بعد انتهاء كل زيارة، لأهمية هذا الحدث في نفوس وقلوب محبي أهل البيت (عليهم السلام)، وهناك تنسيق مع الحكومتين المركزية والمحلية، والأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة والقوات الأمنية، وخطط مدروسة ومعدة بالأرقام لكل مفصل من المفاصل.
الخطط الخدمية والمعرفية
وأضاف، أن الخطة المعدة تتضمن محاور خدمية ومعرفية؛ الخدمية تعنى بالخدمات كافة التي يحتاجها الزائر الكريم عند وصوله إلى كربلاء المقدسة منها الطعام والشراب والخدمات الطبية والإيواء، وغيرها. وأوضح، أنَّ الخدمات المعرفية فتتمثل بقيام الأقسام المختصة بالعمل على مدار السنة لتبيان رسالة الإمام الحسين (عليه السلام) وواقعة الطف الأليمة، ونشر القيم والمفاهيم الدينية.
الخطة التنظيمية لعزاء ركضة طويريج
وفيما يخص عزاء ركضة طويريج أوضح أنَّ هذا العزاء يعد أكبر عزاء في العالم، ويخرج فيه ملايين المعزين في يوم العاشر من المحرم ، ويزداد عدد المشاركين فيه عامًا بعد عام، لذا هناك تنسيق أمني وخدمي لهذا العزاء على أعلى المستويات بين الأمانتين العامتين للعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية، وبمشاركة وزارة الداخلية، ووزارة الدفاع، ومحافظة كربلاء المقدسة، وقيادة العمليات، وقيادة الشرطة، وقيادة حماية الحرمين الشريفين. وبين آل ضياء الدين، أنَّ هناك خريطة دقيقة للعزاء، إذ تقسم المنطقة من خلال أكياس رملية على شكل أسهم إلى عدة مسارات منظمة، وتتوزع ملاكات العتبة العباسية المقدسة على هذه المسارات لتوجيه العزاء بإشراف قسم بين الحرمين الشريفين الذي يتولى إدارة وتنظيم الدخول حتى وصول المعزين إلى أبواب الصحن الشريف، أما في داخل الصحن فتشرف إدارة قسم حفظ النظام على العزاء، فيما يشرف المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة سماحة العلامة السيد أحمد الصافي بشكل مباشر ودقيق على العزاء من انطلاقه وحتى ختامه وخروج آخر زائر من الصحن الشريف. وأوضح أنه وفقا لدراسات ميدانية مسبقة يتم تنظيم دخول المعزين وخروجهم على النحو الآتي: 40% من المعزين يدخلون من باب الإمام الحسن (عليه السلام) ويخرجون من باب القبلة وباب الإمام علي (عليه السلام)، و25% يدخلون من باب الإمام الحسين (عليه السلام) ويخرجون من باب الفرات (باب العلقمي)، و20% يدخلون من باب صاحب الزمان (عليه السلام) ويخرجون من بابي الإمام محمد الجواد والإمام علي الهادي (عليهما السلام)، و15% يدخلون من باب الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) ويخرجون من باب الإمام محمد الجواد والإمام علي الهادي (عليهما السلام).
ولفت إلى أنَّ العتبة العباسية المقدسة شهدت توسعة ملحوظة بعد سقوط النظام، خصوصا في أبواب الصحن الشريف ومنها باب الإمام الحسن (عليه السلام) الذي أصبح يستوعب أعدادًا كبيرة من المعزين، ويعد من أبرز نقاط الدخول في عزاء طويريج، مؤكدا استمرارها في تنفيذ مشاريع التوسعة في المناطق المحيطة بصحن أبي الفضل العباس (عليه السلام)، بهدف استيعاب أكبر عدد ممكن من الزائرين.
تنظيم عمل المواكب
وأشار إلى أن قسم الشعائر والمواكب والهيئات الحسينية سجل مشاركة 748 موكبًا، ويعمل على تنظيم عملها منذ مباشرتها بالعمل حتى انتهاء يوم العاشر وليلته.
وبيَّن أن القسم يستمر في استنفار الجهود حتى يوم 17 من المحرم بإشراف مباشر من إدارة العتبة العباسية المقدسة عبر توفير جميع خدمات ومتطلبات أصحاب المواكب من أطراف مدينة كربلاء المقدسة وأصنافها وهيئاتها.
الملف الصحي
وفيما يخص الجانب الصحي لفت آل ضياء الدين إلى أن قسم الشؤون الطبية استنفر جهوده استعدادًا للزيارة بالتنسيق والتعاون مع دائرة صحة كربلاء ووزارة الصحة. وبين أنَّ عدد المفارز الطبية المشاركة بلغ 12 مفرزة و21 فرقة إسعافية و12 سيارة إسعاف، وتجهيز 25 طنًّا من الأدوية والمستلزمات الطبية تم تأمينها بالتنسيق مع وزارة الصحة من حيث الفحص والتدقيق والنوعية، لضمان تقديم أدوية آمنة وفعالة للزائرين.
الملف التطوعي
قال آل ضياء الدين، إنَّ الزيارات المليونية في كربلاء المقدسة تُعدّ من المناسبات التي تتطلب جهودا كبيرة، لا سيما على صعيد العمل التطوعي، الذي توليه إدارة العتبة العباسية المقدسة اهتمامًا بالغًا. وأضاف، أنَّ عدد المتطوعين المشاركين في الخطط الصحية والخدمية والتنظيمية لزيارة العاشر من المحرم لهذا العام بلغ (5987) متطوعًا يعملون وفق نظام الوجبات، مع توفير جميع المستلزمات اللازمة لهم لأداء مهماتهم في خدمة الزائرين.
مواجهة حرارة الصيف وبين، أنَّ ملاكات الأقسام المعنية عملت على تغطية المنطقة المحيطة بالعتبة المقدسة بقماش الساران بارتفاعات مناسبة ونصب منظومات ومراوح رذاذ كبيرة بالإضافة إلى مبردات هوائية تعمل بنظام الرذاذ، ونشر 12 مدفعَ رذاذ على مقتربات صحن أبي الفضل العباس (عليه السلام) و30 مروحة موزعة بطريقة هندسية تضمن استفادة الزائرين منها.
وأكد أن قماش الساران ومراوح الرذاذ تغطي مساحة تبلغ 24,000 متر مربع لتشمل جميع مداخل المدينة المؤدية إلى الصحن الشريف، فيما تبلغ كمية التبريد في صحن أم البنين (عليها السلام) ضمن مشروع التوسعة 200 طن تبريد، أما كمية العطور المخففة المستخدمة يوميًّا فتبلغ 55 لترا تقدم داخل الحرم الطاهر والصحن الشريف.