البحث المتقدم

البحث المتقدم

٠١ محرم ١٤٤٧

السيد الصافي يؤكّد أهمّية إحياء ذكرى شهادة الإمام الحسين (عليه السلام) وتجديد الحزن في كلّ عام

أكّد المتولّي الشرعيّ للعتبة العبّاسية المقدّسة سماحة العلّامة السيد أحمد الصافي، أهمّية إحياء ذكرى شهادة الإمام الحسين(عليه السلام) وتجديد الحزن في كلّ عام، مواساةً لأئمّة أهل البيت(عليهم السلام).

جاء ذلك في كلمته خلال مراسم استبدال راية قبّة مرقد أبي الفضل العباس(عليه السلام) من الحمراء إلى السوداء، تزامنًا مع حلول شهر المحرّم الحرام لسنة ١٤٤٧هـ، التي نظّمتها العتبة المقدّسة بحضور شخصيّاتٍ رسميّة ودينيّة وجمعٍ كبيرٍ من الزائرين.

وقال سماحته: "لا بُدّ من تجديد الحزن على سيّد الشهداء (عليه السلام)، والإكثار من إقامة المجالس الحسينيّة في كلّ عامٍ وكلّ يوم، مواساةً للأئمّة (عليهم السلام)، كما أن البكاء من أجل الحسين(عليه السلام) سيعطينا قوّة".

واستعرض سماحته عددًا من وثائق النظام الديكتاتوريّ البائد التي تبيّن ما تعرّض له خَدَمةُ الإمام الحسين(عليه السلام) من قمعٍ وتضييقٍ وانتهاكاتٍ بسبب ممارستهم الشعائر الحسينيّة.

وجاء في نصّ الكلمة:

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خير خلقه أبي القاسم محمد وعلى آله الطيّبين الطاهرين..

السلام عليك يا أبا عبد الله وعلى الأرواح التي حلّت بفنائك.. السلام على شريكة الحسين (عليه السلام) في مصابه وفي فاجعته، السلام على الحوراء زينب..

السلام على الإخوة الأفاضل.. السلام على الحسينيّين في كلّ بقاع العالم..

السلام على الأخوات المؤمنات الزينبيات..

ما زالت عاشوراء كذكرى ومبدأ نتنفّس منها الروائح الزكيّة التي تضوّعت منها الدماء، وما زلنا نسمع نداء كربلاء الخالد ((ألا وإنّ الدعيَّ بنَ الدعيِّ قد ركزَ بين اثنتَينِ، بين السِلّةِ والذِلّةِ وهيهات منّا الذلّة)).

أعيدها لأنّ في كلّ زمانٍ يوجد هذا الدعيُّ بنُ الدعيّ (ألا وإنّ الدعيَّ بنَ الدعيِّ قد ركزَ بين اثنتَينِ، بين السِلّةِ والذِلّةِ وهيهات منّا الذلّة، يأبى اللهُ لنا ذلك ورسوله والمؤمنون، وحجورٌ طابت وطَهُرَت، وأنوفٌ حميّة ونفوسٌ أبيّة، من أن نؤثرَ طاعةَ اللّئامِ على مَصارعِ الكرام).

ويتجدّدُ الحزنُ على ما جرى على العترة الطاهرة من الوحوش البشريّة والذئاب الإنسيّة، التي لم ترقَبْ أيّ ذِمامٍ في أهل البيت(عليهم السلام) وكأنّهم قد أُوصُوا بقَتلِهم وسبيِهم!!

فبعينِ الله ما جرى على العترة الطاهرة. أيّها الأفاضل أودّ أن أستعرض قضيّتَينِ على نحوِ العجالة: الأولى: قبل أن أبيّن هذه القضيّة، أودّ التذكير بأمرٍ مهمّ.

أنتم تعلمون أيّها الإخوة الأعزّاء أنّ أهل البيت الأئمّة الأطهار(عليهم السلام)، قد أعطوا لقضيّة سيّد الشهداء وقتًا وأحاديثَ وتطبيقات، وكان الأئمّة (عليهم السلام) يشجّعون أتباعهم على إحياء مجالس سيّد الشهداء(عليه السلام)، وكانوا أيضاً يعقدون هذه المجالس بقدر الوسع والطاقة، ويشجّعون الشعراء على أن ينظموا الشعر في قضيّة سيّد الشهداء(عليهم السلام).

لا بُدّ أن نعلم أنّ الإمام الحسين(عليه السلام) له خصوصيّةٌ عند الأئمّة (عليهم السلام). أمير المؤمنين (عليه السلام) لو نستعرض أهمّ المميزات عنده (سلام الله عليه)، سنرى أنه باب مدينة علم رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، ومن أشجع أصحابه (صلّى الله عليه وآله)، فنتحدّث عن علم أمير المؤمنين وشجاعته (عليه السلام)، ثم نذكر أنّه أوّل مظلومٍ ظُلِم من أهل البيت (عليهم السلام).

الإمام الحسن (عليه السلام) أيضًا له خصوصيّة، وسيّد الشهداء له خصوصيّة. أنا أريد أن أعبّر بتعبيرٍ عن مظلوميّة سيّد الشهداء، لكن يخونني هذا التعبير، لأنّني لم أدرك حقيقة سيّد الشهداء وفقاً للكلمات الرائجة التي نسمعها، وكثيرٌ من الإخوة أيضًا يخطّونها ويكتبونها بحسن نيّة، وهو أنّ الحسين (عليه السلام) عِبرةٌ وعَبرة، أرجو أن نلتفت (الحسين -عليه السلام- عِبرة وعَبرة).

لو نتصفّح أحاديث أهل البيت (عليهم السلام)، لن نجد ما يتعلّق بالعِبرة معنى العِبرة أي أنّه درسٌ أو موعظة. عادةً (لا أقول نصّ)، في العادة أن الإنسان يعتبر بمفهوم أو فكرة أو حدث، من قبيل أن تقول لصاحبك: اعتبر بالموت، بمعنى أنّ المخاطب ليس على جادّة صواب، فتقول له اعتبر بالموت، يعني خُذ درساً من الموت، فلا بُدّ أن تُحسِنَ سيرتَكَ، تقول لفرعون أو لطاغيةٍ أمراً كي تمنعه عن الطغيان، فتقول له: اعتبر بمَن كانَ من قبلك، لأنّ نهاية فرعون الغرق، أو نهاية آخرٍ إلى حفرة، أو ما أشبه. قطعاً كلمات الأئمّة (عليهم السلام) مهمّة كدليل، فالنصّ الذي ورد إلينا أنّ الحسين(عليه السلام) عَبرة، هو عن أمير المؤمنين، وسأقرأ بخدمتكم ما قاله أمير المؤمنين(عليه السلام).

وقبل أن أقرأها، أذكّركم بأنّ نفس سيّد الشهداء يؤكّد على أنّ الحسين (عليه السلام) عَبرة، عَبرة يعني دَمعة، وبالنتيجة بكاء، يعني حزن، كم من الصفات عند سيد الشهداء(عليه السلام)؟! ما شاء الله، لكن الأئمّة (عليهم السلام) أكّدوا على أنّ الخصيصة التي تميّز بها سيّد الشهداء هي مسألة العَبرة، والدمعة. لاحظوا هذا النصّ عن الإمام الصادق (عليه السلام)، قال: (نظرَ أميرُ المؤمنين عليه السلام إلى الحسين عليه السلام، فقال يا عبرةَ كلّ مؤمن. فقال أنا يا أبتاه؟ قال نعم يا بنيّ، يا عبرة كل مؤمن). روايةٌ أخرى، أن الحسين (عليه السلام) هو بيّن ذلك، فقد ذكر بعض أصحاب الأئمّة (عليهم السلام)، يقول (كنّا عند الإمام الصادق فذكرنا الإمام الحسين(عليهما السلام)، فبكى أبو عبدالله (عليه السلام) وبكينا، قال ثمّ رفع رأسه، يعني بعد البكاء، رفع رأسه فقال، قال الحسين (عليه السلام)، أنا قتيل العَبرة، لا يذكرني مؤمنٌ إلّا بكى).

ولذلك إخواني تبعاً لهذه التعاليم المهمّة لأهل البيت(عليهم السلام)، لا بُدّ من تجديد الحزن والبكاء على سيد الشهداء(عليه السلام)، لا بُدّ لنا الإكثار من المجالس الحسينيّة في كلّ عام، وفي كلّ يومٍ مواساةً للأئمّة (عليهم السلام)، وتجديد الدمعة والبكاء لسيّد الشهداء(عليه السلام). إخواني.. البكاء من أجل الحسين(عليه السلام) سيعطينا قوّة، عقد المجالس للحسين(عليه السلام) سيجعل قلوبنا حديداً، الإمام الحسين(عليه السلام) هو هذا الذي قرأناه من شعار عاشوراء (ألا وإنّ الدعيّ)، لاحظوا عبارته، (ألا وإنّ الدعيَّ بنَ الدعيّ، قد ركز بينَ اثنتَينِ)، يعني يريد أن يقول لا خيار لكم إمّا السِلّة، الحرب، أو ماذا؟!، أو الذلّة. هذا الإمام الحسين(عليه السلام)، هذا سيّد شباب أهل الجنة، هذا ابن علي(عليه السلام)، ولذلك ماذا قال؟ (وهيهات منّا الذلّة، يأبى الله لنا ذلك ورسولُه صلّى الله عليه وآله).

قد ذكرت ذلك سابقاً ومن باب التأكيد، والحمد لله فاليوم هذا الحضور الكبير الذي يراه العالم، هذه المجالس وهذه التعازي، رُسِمت في قلوب فتيةٍ مؤمنين ربطوا على قلبهم اسم الحسين(عليه السلام)، وحفروا في قلبهم اسم الحسين(عليه السلام)، ماذا أنتج؟ مجموعةً من الأبطال، لا يخافون، يأنسون (في هذا العصر) بالموت، كما يأنس الطفل بمحالب أمّه، الإمام الحسين (عليه السلام) أو بعض أصحابه كان يعبّر عن المجموعة الطيّبة التي كانت مع الإمام الحسين (عليه السلام) بهذا التعبير (يَأْنَسُونَ بِالْمَوْتِ كَمَا يَأْنَسُ الطِّفِلُ بِمَحَالبِ أُمِّهِ). الآن في العصر الحديث، من علّم فتى عمره 16 عاماً شراسة القتال والدفاع عن هذه الأضرحة، أيّام تلبية الفتوى من الذي علّمه؟! علّمه الإمام الحسين(عليه السلام). كان هذا الفتى يتربّص بمجرّد أن تسمع أذنه كلمات مرجعٍ يبيح له الذهاب إلى القتال، لم يقصّر عن تلك اللحظة، فاندفع، والحسين (عليه السلام) معه فانتصر نصراً مؤزّراً.

القضيّة الثانية: وردت عندنا روايات سأعرضها بخدمتكم أيضاً.

إنّ أفضل الأعمال زيارة الحسين(عليه السلام)، وعندي لهذه مقدِّمة لشيء، بعض أصحاب الإمام الصادق(عليه السلام)، يسأله عن زيارة قبر الحسين(عليه السلام)، قال: إنّه أفضل ما يكون من الأعمال، زيارة قبر الحسين(عليه السلام)، إنّه أفضل ما يكون من الأعمال، وفي روايةٍ أخرى يقول: من أحبّ الأعمال إلى الله تعالى زيارة قبر الحسين(عليه السلام)، رواية معتبرة تبيّن أنّ مقام سيد الشهداء(عليه السلام)، والحضور عند قبره الشريف من أفضل الأعمال. الآن أعرني أذنك لحظاتٍ حتّى أبيّن لك سوء عاقبة من يقف بوجه زيارة الحسين (عليه السلام). في العام الماضي بيّنّا وعَرَضنا بعض الوثائق، والآن سأبيّن لك أيضاً بعض الوثائق، كلّها تتعلّق بالحسين(عليه السلام). شبابنا أعزّاءنا..

من الضروري أن تعرفوا أن الإمام الحسين(عليه السلام) يُخزِي من يواجهه، وذلك لأنّ الإمام الحسين(عليه السلام) صنعَ شيئاً عظيماً، فمن مثلي لا يقوى على فهمه، ولذلك كلّ الظَلَمة، كلّ المنافِقِين، كلّ الطواغيت، حاربوا الإمام الحسين(عليه السلام).

يبدو لأنّ الحسين(عليه السلام) صنع ملحمةً كُبرى، تفضح تزييف الدين وتُضعِف الطغاةَ، وإلّا لماذا يحارب؟! لاحظوا..هنا عندي وثيقة بتأريخ 14 كانون الثاني 1976م، سأقرأ هذه الوثيقة، وأبيّن لكم ماذا كان يفعل هؤلاء، وستعرفونهم من خلال المحاربة والوقوف بوجه سيد الشهداء (عليه السلام)، ولكن أنّى لهم ذلك؟!. لاحظوا سوف أقرأ نصّ الوثيقة إخواني وقد آخذ من وقتِكم، لكنّي أجدها مهمّة، قبل ظهر يوم عاشوراء المصادف يوم السبت 11 كانون الثاني 1976، (احفظوا التاريخ رجاءً 1976)، وبينما كانت القراءات الاعتياديّة جارية في قطّاع 40، ومن إحدى البيوت ظهرت مجموعةٌ من الصبية والشباب من الشارع العام المقابل للقطّاع المذكور، وهم يلطمون مردّدين الردّات الاعتياديّة للمناسبة، وبما أنّ هذه الظاهرة ممنوعة، ولا سيّما أنّها كانت تنتقل من قطّاعٍ إلى قطّاع، -ثمّ يذكر- بما أنّنا لاحظنا القائم بهذه الظاهرة هو المدعو، سأذكر اسمه لأنّ هذا شرفٌ له، المدعو (طاهر جاسب حافظ)، وهو يشتغل سائقاً في شركة التجارة والتعهّدات الصناعيّة، وأنّه يسكن الدار المرقّمة كذا، يُرجى التفضّل للإرسال في طلبه والتحقيق معه، ولا سيّما فإنّ الردّات التي لم نستطع استيعابها، وكانت ذات دلالات غير طبيعيّة، هو يقول الصبية والشباب، يقول لم نستوعب، وكانت ذات دلالات غير طبيعيّة، أخزاكم الله تعالى، من الرافع التقرير؟! أيضاً سأذكر اسمه، كما ذكرت اسم ذلك المؤمن الفاضل، رافع التقرير هو رائد الشرطة (فاروق عبد الوهاب اعجاج)، وفعلاً أرسلوا على هذا الشخص، الآن لو كان حيّاً يسمعني وورثته أحياء يسمعونني، أرسَلُوا عليه وأجبَروهُ على أن يكتبَ تعهّداً، ما هو؟ التعهّد هو، المحافظة على الأمن والنظام وعدم الإخلال بأيّ مناسبة؟! صبية وشباب، عام 1976 قبل أن تكبر مخالب هؤلاء الظلمة، الفاسقين، المجرمين، كانوا يصارعون الحسين (عليه السلام).

ولاحظوا إخواني إزاء ذلك، إذن لا بُدّ من التمسّك بسيّد الشهداء(سلام الله عليه)، أقرأ لكم شيئاً آخر، قرأتُ مثلَهُ، حيث يبدو أنّ كثيراً منهم كانوا يتزلّفون إلى السلطة، هذا بتاريخ 7 آب 2002، التقارير موجودة ومحفوظة عندنا، نحن، تبدأ بـ(نحن) أمين سرّ وأعضاء شعبة النصر، -أقرأ نصّ العبارة- لحزب البعث العربيّ الاشتراكي، والوثيقة ضمن قيادة فرع المركز الكبير، هذا يقول –لاحظوا-، نعاهد سيادتكم أن نبقى أوفياء تحت راية سيادتكم، هو يقول له، ونعاهدكم على أن لا نزور الحسين (عليه السلام) ونمنع كلّ من يرغب بذلك، حسب ما جاء بتعليمات أمانة سرّ القطر، بكتابهم 1424 في 25 تموز 2002، وهم قد كتبوا طبعاً أسماء المتعهّدين!!!، كلّ واحدٍ يفتخر بنفسه!!!، الرفيق الفلاني، أمين السرّ الفلاني!!، كتبوا أسماءهم ويعاهدون أن يمنعوا زيارة الحسين(عليه السلام)، وقبل قليلٍ ماذا قرآنا؟، أفضل الأعمال زيارة الحسين(عليه السلام).

وثيقةٌ أخرى، برقيّة مكتوب فيها سرّيّة وفوريّة، سأقول لكم من الذي وقّعها، برقيّتكم المرقّمة (9635) في 3/ 12/ 1998، نودّ إعلامكم بأنّه لم يتمّ القبض على الأشخاص لممارستهم المشي، بل تمّ منعهم وفق التوجيه الوارد إلينا، وبلغ مجموع الأشخاص الذين تمّ منعهم من المشي خلال الفترة من 28/ 11/ 1998 ولغاية 3/ 12/ 1998، 116، التوقيع شخص يشغل مدير أمن محافظة واسط، التاريخ 4/ 12/ 1998، وأهالي محافظة واسط يعلمون من كان هذا في تلك الفترة.

هذه وثيقة أخيرة أيضاً فلا أريد أن أُتعِبَكم، معنونة إلى رئاسة الجمهورية باسم السكرتير، العنوان زيارة الأربعين 20 صفر تاريخ 28/ 10/ 1987، شبيهة بوثيقة العام الماضي التي عرضتها، لكنّ الأشخاص يختلفون، الوثيقة تذكر مجموعة أشياءٍ متعلّقة بالأربعين، سأذكر أيضاً مَن الوزيرُ الذي وقّعها!! لأنّه كتبَ اسمَهُ صريحاً، اسمه صريح يعني وكأنّي به يتحدّى ويقول (يا أبا عبدالله يا حسين هذا أنا)، ذكر أشياء من جملتها إعادة تبليغ البعثيّين بعدم المساهمة في الزيارة سيراً على الأقدام هم وعوائلهم، والتأكيد على أهمّية الزمن في عصرنا الحاضر، (هذه لم أفهمها، هل يعني أستعجل بالسيارة ؟!!)، ثم يقول خاصّة ونحن نخوض حربنا العادلة ضدّ العدوّ الفارسي العنصري -هو يقول ذلك-، وضرورة توظيف كلّ دقيقةٍ لخدمة عراقنا!!، نقطة ثانية تحريم المساهمة في هذه الظواهر على كلّ أجهزة قوى الأمن الداخلي، والدوائر المهمّة والحسّاسة، والتثقيف على مضارّها ومخالفتها لنهج الحزب والثورة. شبابنا..

أرجو أن تلتفتوا فالكلام للشباب الذين لم يدركوا تلك الفترة، التاريخ كان 1987، بعد منع الإجازات في الدوائر المدنية والوحدات العسكريّة قبل المناسبة بفترةٍ محدّدة ولحين انتهائها، الموقّع (وزير الداخلية سمير محمد عبد الوهاب).

هذه وثيقةٌ أخرى أمامي لكن لا أريد أن أكثر، فالنهج في أيّام الديكتاتورية البائدة معروف، والطريقة معروفة، لكنّي أختم بشيءٍ وأسأل الله سبحانه وتعالى بمقام سيّد الشهداء هذا المقام الرفيع الذي هو زيارته، وهي من أفضل الأعمال، أن يوفّقنا وإيّاكم لخدمةِ سيّد الشهداء والأئمّة المعصومين (سلام الله عليهم)، وأن يوفّقنا لإحياء المناسبات، وأنا كلّ مرّةٍ أقول في خدمتكم وأؤكّد على أصطحاب الأطفال ليتعلّموا، وقد لاحظتم في التقرير في 1976 ينوّه عن صبيةٍ، ويبدو أنّهم كانوا يرتجفون من الصبية، وهذا من حقّهم، لأنّ في قلوب الصبية ماذا يوجد؟ يوجد الحسين(عليه السلام)، فثقّفوا الصبية على قضايا سيّد الشهداء والأئمّة، أحيوا أمر الأئمّة إخواني، ونبقى نحيي أمر الأئمّة إلى الممات، ما أبقانا الله في هذه الدنيا، نبقى نحيي أمر الأئمّة (عليهم السلام). والنقطة الثانية، واقعاً أتوجّه إلى صاحب الثأر، إلى صاحب الزمان إلى الإمام المهدي(سلام الله عليه)، أقول: سيّدي كلّنا تَشرَئِبّ أعناقنا وعيوننا، وننتظر في أيّ ساعةٍ نسمع النداء، في أيّ لحظةٍ تكتحل هذه العيون بطلعتك، بمقامك الكبير، بطلعتك البهيّة، وإن تأخّر ذلك لحكمةٍ لا يعلمُها إلّا الله تعالى.

فنرجوك سيدي بحقّ أبي عبد الله (عليهم السلام)، بحقّ ما جرى على جدّك يوم العاشر من المحرّم، أن تنظر إلينا نظرةً خاصّةً فقد طفح الكيل، وأن ترعانا برعايتك، إن غبت عن أبصارنا فنتوسّل إليك أن لا نغيب عنك، اجعلنا دائماً تحت رعايتك، أطفالنا، شبابنا، بناتنا، شيوخنا، صغارنا وكبارنا. أرنا يا الله بحقّ صاحب الزمان (عليه السلام) أرنا في أعدائنا ذلّةً عاجلةً، في المنافقين، والدجّالين، والمحتلّين، والغاصبين، وكلّ مَن آذانا، أرنا فيهم ذلّةً عاجلةً، وأرنا في المؤمنين هؤلاء عزّةً عاجلةً يا أرحم الراحمين.

اللهمّ إنّا نسألك بأحبّ الخلق إليك، بمحمدٍ (صلّى الله عليه وآله) وأهل بيته (عليهم السلام)، أن لا تخرجنا من خيرٍ أدخلتَنا فيه، وأن لا تدخلنا في شرٍّ أخرجتَنا منه، اللهمّ نسألك وندعوك بحقّ دماء كربلاء، أن ترحم تلك الدماء التي سقطت من أجل الحفاظ على البلد استجابةً لدعوة المرجعيّة، من أجل الحفاظ على المقدّسات والوطن والأعراض، اللهمّ إنّهم وفدوا إليك وأنت نعم من يفدون إليه. اللهم احفظ مرجعيّتنا وعلماءنا وشبابنا، اللهم احفظ هؤلاء الفتية المؤمنين، اللهمّ يسّر أمورهم جميعاً لما فيه خير الدنيا وسعادة الآخرة، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله على محمّدٍ وعلى آله الطيّبين الطاهرين.

مواضيع ذات صلة