تعدّ المشاريع الهندسيّة من العناصر الأساسيّة في تطوير البنية التحتيّة وتحسين جودة الحياة في المجتمعات، وتتنوّع هذه المشاريع بين الإنشاءات المدنيّة مثل: المباني والطرق، إلى المشاريع المعماريّة المعقّدة، ويتطلب تنفيذ هذه المشاريع دراسة شاملة للمواد الأوليّة المستعملة؛ إذ تلعب هذه المواد دورًا حيويًا في تحقيق الجودة والمتانة.

أكّد قسم المشاريع الهندسيّة في العتبة العبّاسيّة المقدّسة أنّ جميع المواد الأولية المستعملة في مشاريع العتبة المقدسة مُطابقة للمواصفات العراقيّة المعتمدة، وخاضعة لفحوصات مختبريّة دقيقة.

قال مدير موقع الصناعات الإنشائيّة التابع للقسم المهندس بسّام الهاشميّ لشبكة الكفيل في تصريح سابق: (إنّ الموقع يساهم بصورةٍ أساسيّةٍ في تنفيذ مختلف المشاريع التابعة للعتبة المقدّسة، بدءًا من أعمال الحفر وتوفير المواد الإنشائيّة كـ(السّبيس والجلمود) وصولًا إلى صبّ الخرسانة وإنجاز الهياكل، وغيرها من الأعمال التي تقع مهمّة تنفيذها على عاتق).

وأضاف: (إنّ جميع المواد الأولية المستعملة في الهيكل الإنشائيّ لمشاريع العتبة العبّاسيّة المقدّسة مُطابقة للمواصفات العراقية المعتمدة، وخاضعة لفحوصات عدّة قبل استعمالها؛ لضمان تحقيق نسب المقاومة المطلوبة، وتلافيًا لحدوث أيّة أخطاء إنشائيّة مستقبليّة).

وتابع الهاشميّ القول: (نظرًا لخصوصيّة المشاريع التي تُقام في المدينة القديمة، ومنها مشاريع متحف الكفيل للنفائس والمخطوطات، وصحن أم البنين (عليها السلام)، ومشروع سرداب صحن باب القبلة لمرقد أبي الفضل العباس (عليه السلام) الكبير، يتمّ تنفيذها بطريقة لا تؤثّر على حركة الزائرين؛ إذ يبدأ العمل فيها من ساعات متأخرة في الليل حتّى الساعة العاشرة صباحًا؛ لتجنّب الازدحام).

فيما أكّد الهاشميّ: (إنّ العتبة العبّاسيّة المقدّسة حقّقت اكتفاءً ذاتيًا في مشاريعها كافّة، عبرَ مواقع الصناعات الإنشائيّة الشماليّة والجنوبيّة التي توفّر الخرسانة والبلوك والمقرنص بجودة عالية).

وأشار إلى أنّ (موقع الخبّاطة المركزية التابع للقسم يساهم منذ أكثر من 14 عامًا في تجهيز المواد الأوليّة لـ 95% من مشاريع العتبة المقدّسة الإنشائيّة، على وَفقِ أعلى المواصفات الفنية المعتمدة).

في الختام، تُعَدُّ هذه المشاريع مثالاً واضحًا على أهمية التخطيط السليم واختيار المواد بعناية، ممّا يسهم في نجاح المشاريع الهندسيّة، ويعزّز من قيمة التراث العمرانيّ والدينيّ في المجتمع.