البحث المتقدم

البحث المتقدم

الموصل.. رمز التعايش الديني والحضاري.

16 تقييم المقال

 

الموصل كما تُعرف تاريخياً من أعرق وأهم المدن العراقية التي تقع في شمال العراق على ضفاف نهر دجلة متميزتاً بموقعها الاستراتيجي عبر التاريخ وملتقى للحضارات والثقافات ومركز تجاري عالمي مهم.

 

كما تُعد الموصل مدينة ضاربة بجذورها في التاريخ فقد كانت جزءاً من حضارة آشور العريقة محتضنتاً مدينة نينوى الأثرية التي تُعد إحدى أعظم مدن العالم القديم وعرفت المدينة أيضاً بدورها المهم في العصر العباسي والعثماني إذ كانت مركزاً للعلم والتجارة والفنون.

 

تشتهر الموصل بتراثها العمراني المميز كالجامع النوري الكبير ومنارته الحدباء التي تُعد رمزاً للمدينة كما تحتوي على مقام النبي يونس إضافة إلى أسواق ومناطق وأزقة المدينة القديمة مثل باب لكش وباب الطوب وباب جديد والدركزلية وسوق النبي يونس إضافة إلى الكنائس والبيوت القديمة لا سيما وان المدينة تعكس التعايش الديني بمختلف طوائفه كالطائفة الايزيدية والمسيحية وطوائف متنوعة أخرى وقد أمتاز أهل المدينة عبر العصور المتعاقبة بكرم الضيافة ورحابة الصدر لما تمثله المدينة من عمق حضاري وبُعد ثقافي متجذر في الثقافة الموصلية.

 

ورغم مرور الموصل بالتحديات والصراعات – في السنوات الأخيرة – التي أثقلت على أهلها ودمرت  الجزء الكبير من تراثها الممتد عبر التاريخ فإن الموصل قد علمتنا ان العثرات طريق لبلوغ القمة وهي الان تُعيد الاعمار وتسعى للحفاظ على ما تبقى من تراثها وحضارتها مُحافظتاً بذلك على هويتها وذاكرتها التاريخية لتضع على نفسها وسام الصمود والبقاء والاستمرارية رغم قساوة الظروف لتُعيد تشكيل نفسها كمركز حضاري بارز في العراق والمنطقة مُحيتاً بذلك معالمها التراثية والثقافية.

 

فالموصل ليست مجرد مدينة بل هي لوحة جميلة تجمع بين التاريخ العريق والتراث الغني والتنوع الثقافي والديني ما يجعلها إحدى أهم الحواضر العراقية وأكثرها تأثيراً في مسيرة البلاد. فقد كان حلماً أن تعود الموصل كما كانت لكنها عادت بجهود الشهداء وبجهود ابنائها الأصلاء

نعم
هل اعجبك المقال
مواضيع اخرى للناشر