البحث المتقدم

البحث المتقدم

المفكرة الرمضانية4.. النصف من شهر رمضان وفاة محمد ذي النفس الزكية

2 تقييم المقال

هو محمد بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي (طالب عليهم السلام) وأمه هند بنت أبو عبيدة بن عبد الله بن زمعة بن الأسود بن المطلب، ولد  عام (100) للهجرة النبوية الشريفة في بيوتات آل البيت عليهم السلام، وكان من أفضل أهل بيته، وأكبر أهل زمانه في علمه بكتاب الله وحفظه له، وفقهه في الدين، وشجاعته وجوده وبأسه، وكلّ أمر يَجمُلُ بمثله، حتّى لم يشكّ أحد أنّه المهدي، وشاع ذلك له في العامّة، وبايعه رجال من بني هاشم جميعاً من آل أبي طالب، وآل العباس، وسائر بني هاشم، ثمّ ظهر من جعفر بن محمّد قول في أنّه لا يملك، وأنّ الملك يكون في بني العباس، فانتبهوا من ذلك لأمر لم يكونوا يطمعون فيه.

ثورته على العباسيين:

خرج محمّد النفس الزكية ثائراً على حكم أبي جعفر المنصور الدوانيقي ـ ثاني خلفاء العبّاسيّين ـ في المدينة المنوّرة، وذلك في شهر رجب 145ﻫ، وتمكّن من القبض على أمير المدينة رياح بن عثمان وزجّه في الحبس، وبعد أن استتبّ له الأمر في المدينة ادّعى الخلافة له، فبايعه أهل المدينة، وقويت شوكته.

أرسل إليه المنصور الدوانيقي جيشاً قوامه أربعة آلاف فارس بقيادة عيسى بن موسى العبّاسي، فالتحم الفريقان في معركة ضارية، فقُتل خلق كثير من الطرفين، وانتهت بمقتل محمّد، ففشلت ثورته بعد شهرين من انطلاقها>

من خطبته في المدينة

(أما بعد أيها الناس؛ إنما أخذ الله فرعون حين قال: «أنا ربكم الأعلى» وإن أحق الناس بالقيام بهذا الدين أبناء المهاجرين الأولين والأنصار المواسين. اللهم إنهم قد أحلّوا حرامك، وحرّموا حلالك، وآمنوا من أخفتَ، وأخافوا من آمنتَ، اللهم فأحصهم عددا، واقتلهم بددا، ولا تغادر منهم أحدا. أيها الناس إني والله ما خرجت من بين أظهركم وأنتم عندي أهل قوة ولا شدة، ولكني اخترتكم لنفسي، والله ما جئت هذه وفي الأرض مصرٌ يُعبد الله فيه إلا وقد أخِذ لي فيه البيعة)

موقف الإمام الصادق عليه السلام

إلا أن الإمام الصادق عليه السلام كان يعلم بفشل ثورة محمّد وقتله، وبطلان ما يدّعيه من الخلافة، لذا نصحه(ع) ووعظه بعدم الخروج على السلطة العبّاسية، وأخبره بأنّ الأمر لا يتمّ له، ومن النصوص الواردة في هذا المجال:

قال المعلّى بن خنيس: (كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِ(ع) إِذْ أَقْبَلَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ، فَسَلَّمَ ثُمَّ ذَهَبَ، وَرَقَّ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ وَدَمَعَتْ عَيْنُهُ، فَقُلْتُ لَهُ: لَقَدْ رَأَيْتُكَ صَنَعْتَ بِهِ مَا لَمْ تَكُنْ تَصْنَعُ!

قَالَرَقَقْتُ لَهُ؛ لِأَنَّهُ يُنْسَبُ فِي أَمْرٍ لَيْسَ لَهُ، لَمْ أَجِدْهُ فِي كِتَابِ عَلِيٍّ مِنْ خُلَفَاءِ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَلَا مُلُوكِهَا)

ولكن محمّد خالف الإمام الصادق(عليه السلام) وقام بالثورة، وبعد نجاحها دعا الإمام (عليه السلام) إلى مبايعته، فامتنع(ع) من ذلك، عندئذ تكلّم محمّد مع الإمام (عليه السلام) بكلمات غليظة خشنة، ثمّ أمر بحبسه(عليه السلام).

 

 

نعم
هل اعجبك المقال