صدور فتوى الدفاع الكفائي وتأسيس أول قوة تابعة للعتبة العلوية المقدسة
(المفتول) أو ما يسمى بالطُوبة ، ذلك المعلم التاريخي الذي شيِّد أبان حكم العثمانيين في قضاء الزبير منطقة (الدريهمية) غرب البصرة، وهو برج طيني مثبت بالطابوق في اساسه ضمن (4) أبراج أخرى، شيَّده العثمانيون لمراقبة الغزوات المحتملة من جهة الحجاز، ولحماية آبار المياه التي تعتبر مركز اسقاء المدينة وما حولها.
بُني (المفتول) الذي يسمى باللهجة الزبيرية (الطُوبه) الذي يعدُّ من المعالم الشاخصة في مدينة الزبير قبل أكثر من ( 400 ) عام، مع ثلاثة أبراج أخرى، تهدَّم منها اثنان، ولم تبق سوى اطلال هذا المعلم الذي تم تشييده من مادتي الطين والطابوق المفخور.
ضم المفتول الذي يقع غرب مدينة البصرة على مسافة 15 كلم ، مدافع كانت الأهالي تسمِّيها بـ (الطوب) ، هدفها ردّ المعتدين الذين لطالما أغاروا واستباحوا هذه المدينة، إذا ما عرفنا أن المدينة قد تعرَّضت إلى العديد من الهجمات والاغارات من قبل الوهابية وغيرهم، وتعرّضت إلى العديد من المذابح.
ومن واجبات المفتول الاخرى حماية الآبار التي كانت تسقي المدينة، ومن المعلومات التي حصلنا عليها أنَّ الإمام علي (عليه السلام) وأثناء قدومه إلى البصرة أقام في هذه المنطقة وفي منطقة (لوذان) التي تبعد عنها بحدود ثلاثة أميال آبارًا للاستسقاء والشرب، ولعلَّ هذه الآبار التي تقع عند ماء (البحيث) تشير إليها، كما ضمَّ المفتول مراقب كبيرة للرصد والمعاينة، أو ما يعرف ب (الدوربيل) وفتحات مدوَّرة لرصد القادمين إلى المدينة، ولعل الهدف الأساس من بناء المفتول هو لاستشعار وتحضير الناس من سلسلة الهجمات التي تعرضت لها مدينة البصرة، والتي أدَّت إلى إباحتها وإباحة أهلها وخاصة المذابح التي حدثت في منطقة (بصية) في السماوة ومعركة (الرخيمية ) واباحة قرية (ذراع ) التي تقع بين البصرة والزبير.
ولم يبق من المفتول الآن الا بقايا دارسة من اسفل البرج بعدما زحفت عليه يد الاهمال والتجاهل وبقي شاخصا متروكا ينتظر من يعيد اليه صورته الأولى.
مركز تراث البصرة







