يعدّ قسم الشؤون الدينية في العتبة العباسيّة المقدّسة من الأقسام الحيوية التي تسعى إلى تعزيز القيم الدينيّة والاجتماعية في المجتمع، ويهدف إلى تقديم الدعم الروحيّ والفكريّ فيه عبر تنظيم الندوات والمحاضرات والفعّاليّات الثقافيّة التي تسلّط الضوء على القضايا المهمّة التي تؤثّر على حياة الأفراد والأسرة.

فنظّم قسم الشؤون الدينيّة في العتبة العباسيّة المقدّسة ندوة ثقافيّة عن ظاهرة الطلاق لعدد من منتسبيها، وقال رئيس القسم الشيخ صلاح الخفاجيّ في تصريح سابق لشبكة الكفيل: (الندوة التي أُقيمت هدفها بيان مهام المكتب لنخبة من المنتسبين وبدورهم ينقلون تلك الثقافة إلى البقية).

فيما ذكر الخفاجيّ: (إنّ قسم الشؤون الدينية متمثلاً بشعبة الشؤون الاجتماعية في العتبة العباسيّة المقدّسة، أقام ندوة خاصّة عن تزايد حالات الطلاق في المجتمع العراقيّ في سنوات الأخيرة، واستهدفت ملاكات العتبة المقدّسة من مسؤوليها والسادة والمشايخ الأفاضل، وترأسها الباحث السيّد تقي الحسينيّ ومن طريقها تم طرح بحثه التخصّصيّ عن ظاهرة الطلاق).

وأضاف الخفاجيّ: (إنّ شعبة الشؤون الاجتماعية التابعة للقسم افتتحت قرب المحكمة في كربلاء المقدّسة مكتبًا خاصًّا بالطلاق؛ ليبدي محاولات من النصح والإرشاد والتوعيّة وتثقيف المجتمع حول ظاهرة الطلاق)

وواصل القول إنّ (الهدف من إقامة الندوة بيان مهام ملاكات المكتب، إضافة إلى تسليط الضوء على الأسباب والآثار السلبية لظاهرة الطلاق على المجتمع والأسرة).

من جهته قال الباحث السيد تقي الحسيني: (طرحنا في الندوة بحثًا خاصًا متخصّصًا بشأن ظاهرة الطلاق وأسبابه، وسلبياته وروادعه)، مضيفًا أنّ (الإسلام حثّ على الزواج؛ لأنّه يعدّ اللبنة الأولى لتكوين الأسرة، ومن ثمّ المجتمع، لكن هنالك عوائق عديدة وكثيرة تقف أمام مسيرة الزواج عبر التربية السلبية الاجتماعية) وتابع القول: (إن البحث يهدف إلى عدم وقوف المجتمع موقف المتفرج بلا مسؤولية أمام الخروقات التي تحصل مخالفة للدين).

وبين الحسينيّ: (اختتم البحث بعدة توصيات، منها تعزيز برامج التوعية الأسريّة، وتكثيف الجهود لحلّ الخلافات الأسريّة قبل الوصول إلى الطلاق عبر جلسات الإرشاد الأسريّ، وتطوير آليات دعم الأسر التي تواجه صعوبات اقتصاديّة تؤثر على استقرارها).

من جانب آخر ذكر مسؤول وحدة الإعلام والعلاقات في شركة خير الجود السيّد حسون محمد في تصريح لشبكة الكفيل: (إنّ الندوة تطرّقت إلى خطورة الطلاق ومدى تأثيره على الأسرة التي تعدّ النواة الأساسيّة في بناء المجتمع، ومواجهة محاولات تفكيكها، والتصدّي للعادات الدخيلة عليها).

وأضاف: (إنّ الندوة تناولت محاور وجوانب متعددّة ومهمّة منها الدينيّة والاجتماعيّة والنفسيّة لظاهرة الطلاق، إضافة إلى تركيزها على الأسباب المتعدّدة التي تؤدّي إلى تفاقم هذه الظاهرة، مثل تدهور الأوضاع الاقتصاديّة، وضعف التواصل بين الأزواج، وتدخّل العوامل التكنولوجيّة، والغزو الفكريّ والثقافيّ لمنظومتنا الاجتماعية الرصينة).

وأكّد أنّ الطلاق يشكل تحديًا كبيرًا للمجتمع، ويتطلّب معالجة شاملة تأخذ بعين الاعتبار تعاليم الدين الإسلاميّ التي تحث على التفاهم والمودّة بين الزوجين.

والجدير بالذكر أنّ قسم الشؤون الدينيّة في العتبة العباسيّة المقدّسة، يسعى بشكل دائم إلى تنظيم مثل هذه الفعاليات التوعويّة التي تهدف إلى تعزيز قيم الأسرة والمحافظة على استقرارها في ظل ّالتحدّيات الاجتماعيّة المعاصرة.