مكتب المتولّي الشرعيّ للشؤون النسوية يحتفي بالفائزات في مسابقتي (سبيل المنتظرين) و(لأنّكِ ريحانة).
زيارة الأربعين تُعد من أبرز المناسبات الدينية التي يُحييها الملايين من المسلمين؛ إذ تَجتمع الحشود في مسيرة نحو كربلاء لإحياء ذكرى أربعين الإمام الحسين (عليه السلام)، وفي هذه الزيارة تعدّ الكراسي المدولبة واحدة من وسائل الراحة الأساسية التي تساهم في خدمة الزائرين، خاصةً للذين يعانون من صعوبات في الحركة أو الإعاقة، والمسنين أيضًا أو من ذوي الاحتياجات الخاصة.
تسهم الكراسي المدولبة في توفير إمكانية الوصول إلى الأماكن المقدذسة والمشاركة في الفعاليات الدينية بشكل مريح، مما يُعزّز من تجربة الزيارة، كما تُظهر هذه المبادرة روح التعاون والتضامن بين الزائرين، إذ يقوم كثير من المتطوعين بتوفير الدعم والمساعدة للأشخاص الذين يحتاجون إلى الكراسي المدولبة.
أحصى السيّد رعد عبد الصاحب رئيس قسم الشؤون الخدمية في العتبة العباسية المقدسة بدقة مجموعة من الكراسي المدولبة الخاصة بكبار السن أو ذوي الاحتياجات الخاصة، موجهًا تعليماته إلى منتسبي وحدة (العربات) للتأكد من متانة كل واحد من تلك الكراسي، وضمان نظافته وحسن مظهره.
وقال السيّد عبد الصاحب في تصريح سابق لشبكة الكفيل: (إنّ خدمة كبار السنّ وذوي الاحتياجات الخاصة من أولويات أعمال القسم في داخل الحرم الشريف وخارجه) لذا يجوب السيد عبد الصاحب إحدى قاعات الحرم التي تضمّ مئات الكراسي المدولبة متفحصًا بدقة مظهرها وجاهزيتها للعمل، وقد يتلمس بعضها للتأكد من متانتها، ذاكرًا أنّ (كربلاء المقدّسة على أبواب زيارة الأربعين وتحرص العتبة العباسية المقدّسة على توفير الخدمات ومستلزمات الراحة كافة للزائرين، لا سيما كبار السنّ وذوي الاحتياجات الخاصة).
وأضاف: (مسؤوليتنا مضاعفة أمام هذه الشريحة، ويتوجّب علينا إبداء الاهتمام والرعاية المناسبين لهم، إذ تستعد مدينة كربلاء المقدّسة لاستقبال زيارة الأربعين، إحدى أهمّ التجمعات البشرية حول العالم، والتي تُعدّ من الزيارات المليونية التي يشارك في إحيائها شيعة أهل البيت (عليهم السلام) من داخل العراق وخارجه، وتبذل العتبات المقدّسة إضافة إلى آلاف المواكب الحسينية المقسّمة بين مواكب خدمية وعزائية، جهودًا لإنجاح هذه الزيارة وضمان انسيابيتها بالصورة المثلى أسوة بالأعوام السابقة).
وبيّن رئيس القسم عبد الصاحب: (وُفّر أربعمئة كرسي مدولب لخدمة أفراد تلك الشريحة في أثناء زيارة الأربعين) وأضاف: (جرى تحديد ممرات خاصة بها من جميع الأبواب وحتى الضريح الشريف؛ إذ ضمّ صحن العتبة العباسية المقدّسة تسعة أبواب كبرى، أبرزها باب القبلة الذي يطل على الشارع الرئيس المؤدّي إلى الحرم المطهر).
وبحسب عبد الصاحب فإنّ هناك ممرات للكراسي المدولبة من باب القبلة، وباب الإمام الحسين (عليه السلام)، وباب الفرات، وباب الإمام الجواد (عليه السلام)، وباب الإمام موسى الكاظم (عليه السلام)، وباب الإمام علي الهادي (عليه السلام)، فيما ويوفر القسم محطات لتسليم الكراسي المدولبة لمن هم بحاجة إليها، تقع في مداخل المدينة القديمة.
من جهة أخرى وصف السيّد علي الخاصكيّ -وهو أحد الزائرين- الجهود المبذولة بـ(المباركة)، وقال: (منذ أن وفرت العتبة العباسية المقدّسة الكراسي المدولبة، استغنيت عن جلب الكرسي الخاصّ بي، ففي كلّ مرّة كنت أنوي به أداء الزيارة) موضحًا: (كان في ذلك الأمر بعض المشقّة، كوني كنت استعين بسائقي التكسي أو أحد من أبنائي لوضع الكرسي في السيارة أو إنزاله) وأضاف: (لقد انتهت تلك المعاناة، الآن بمجرد وصولي إلى مدخل المدينة القديمة، وقبل نزولي من السيارة يجلب لي أحد المنتسبين كرسيًّا مدولبًا استخدمه طوال مدّة الزيارة).
في الوقت نفسه أشار الزائر عبد الواحد حسين الفتلاويّ إلى أنّ توفير العتبة العباسية المقدّسة لتلك الكراسي، أسهم في التخفيف من التعب الذي كان يلحقه بسبب حمل ابنته وهي من ذوي الاحتياجات الخاصة، فقال: (كنت اتجشم عناء حمل ابنتي ساعات طوال، وأنا أؤدي مراسم الزيارة في كل مرّة أحضر إلى كربلاء المقدّسة) وتابع: (كنت أحاول في كلّ مرة اختصار الوقت نظرًا للجهد والتعب اللذين يصيبانني وأنا أحمل ابنتي بصورة مستمر) لافتًا إلى أنه (الآن أصبحت تلك الكراسي متوفرة، وهذا الأمر منحني الأريحية والوقت المفتوح لأداء الزيارة مع ابنتي في كل مرة نأتي).
ومع اكتظاظ العتبة العباسية المقدّسة بالحشود الزائرة، بادر قسم الشؤون الخدمية إلى تخصيص ممرات خاصة بالكراسي المدولبة، التي يستعين بها كبار السن أو ذوي الاحتياجات الخاصة.
ختامًا تحرص الأمانة العامة للعتبة العباسية على توفير تلك الكراسي بشكل مستمر في جميع الأوقات، وتحظى باهتمام خاص، إذ تُجدّد بصورة مستمرة ويحدد لمرافقة مستخدميها منتسبين مدرّبين على التعامل ورعاية أفراد هاتين الشريحتين بصورة إنسانية رفيعة المستوى، ويشير رئيس قسم الشؤون الخدمية إلى أنّ (هناك أكثر من ثلاثين منتسبًا مدرَّبًا على خدمة مستخدمي تلك الكراسي ورعايتهم) موضحًا أنه (يجري تدريب المنتسب على كيفية مساعدة كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة عند استخدام الكرسي المدولب، إلى جانب حرصنا على تمتّع هؤلاء المنتسبين بلياقة بدنية تناسب عملهم).
وتابع: (في كثير من الأحيان يلازم المنتسب الشخص المستخدم للكرسي طوال مدّة الزيارة، ابتداءً من زيارة الإمام الحسين وأبي الفضل (عليهما السلام)).
واختتم القول بـ(نسعى إلى زيادة عدد منتسبينا في الفترة القادمة، إضافة إلى الاستعانة بمتطوّعين بعد أن نخضعهم إلى لاختبار البدني والسلوكي).