البحث المتقدم

البحث المتقدم

١٢ رمضان ١٤٤٦

متحف الكفيل.. واجهة ثقافيّة تجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم

 

رؤية المعروضات الأثرية في صالة العرض من مخزون متحف الكفيل للنفائس والمخطوطات، تصنع إحساساً وكأنّه وحي من الماضيّ يعيش بيننا، وتظهِر عظمة تلك الأزمان وتقدّمها، وتنقلك من حقبة إلى حقبة، ومن حضارة إلى أخرى؛ إذ تسهم معروضات المتحف في تعريف الزائرين الوافدين من داخل العراق وخارجه بتاريخ مرقد أبي الفضل العباس (عليه السلام)، وأهمّ ما يحتويه من أثار وتحف نادرة وثمينة.

الوفد الإيرانيّ

متحف الكفيل على عادته قدّم شرحًا مفصّلاً إلى الوفد الإيرانيّ المتكوّن من متخصصين في الفنون المتحفية، عن خطّته في تطوير العمل المتحفيّ في العراق، وتعاونه مع الجهات الرسمية والدينية؛ إذ شمل الشرح عرض آلية العمل المتبع في التعامل مع القطع الأثرية داخل المختبر والمخزن، مثل تقييدها في سجلات إدخال المتحفيّ، مع عمليات التنقيب والصيانة، وطرق متطوّرة في الخزن، ويتم ذلك بحضور رئيس قسم المتحف التابع للعتبة الحسينية المقدّسة السيّد غسان الشهرستانيّ.

وبيّن معاون رئيس قسم متحف الكفيل الأستاذ الدكتور شوقي الموسويّ في تصريح سابق لشبكة الكفيل: (إنّ الوفد اطّلع على جميع مفاصل العمل المتحفيّ داخل متحف الكفيل من المخزن والمختبر والوحدة الإعلامية، إضافة إلى قاعة العرض) مضيفًا: (إنّ الوفد أبدى إعجابه بما يقدّمه متحف الكفيل بالنسبة لحفظ تاريخ العالم الإسلامي) مشيرًا إلى أنّه: (سيكون هناك تعاون علمي وفني مشترك بين العتبة العباسية المقدّسة وأعضاء الوفد من الفنانين في مجال الأرابسك وصيانة السجاد القديم).

وأكّد الموسويّ: (إنّ متحف الكفيل يضّم من 500 إلى 600 سجادة تصنّف من النوع النادر والثمين جدًّا؛ ذلك بحسب تقييم خبراء عدّة، من جهات متخصصة بعد ما تمّ الاطلاع على العدد الكلّيّ من السجاد البالغ أكثر من 1600 قطعة، والمتحف مستمر في عملية تثمين السجاد الموجود في مخازن المتحف) وأكمل: (تقاس درجة ندرة السجاد من جوانب كثيرة أهمّها نوع الخيط المصنوعة منه، إضافة إلى الزخارف الموجودة عليها وعمرها، ولاسيما مكان إنشائها أو صناعتها وأن تكون معمولة يدويًا). ويمتاز متحفا العتبتين المقدّستين الحسينيّة والعباسيّة في تبادل الخبرات بينهما لترميم القطع الأثرية من مخطوطات واللقى المعدنية لإحيائها وإبراز التراث المتّصل بأهل البيت (عليهم السلام)، وذلك بحسب رئيس قسم المتحف في العتبة الحسينية المقدّسة السيّد غسان الشهرستانيّ.

وبدوره قال الخبير الإيرانيّ في فنّ الأرابسك السيّد صفر سامي قهرمان: (إن متحف الكفيل من المتاحف التي يتوقّع لها بان تكون رصيداً مهماً في مجال الآثار والتراث في سبيل إفادة الأجيال القادمة)، وأضاف: (وجدتُ تطوّراً كبيراً في جميع المجالات لدى متحف الكفيل والذي لم أشاهده بهذه الوتيرة السريعة لدى متاحف أخرى، نتمنى لقسم متحف الكفيل التميز والتطور الدائم لخدمة التراث الإسلامي وزوار مرقد قمر بني هاشم (عليه السلام)).

                                 

الوفد العربي

أخذ الوفد المكون من المغرب وليبيا والجزائر، جولته داخل أروقة متحف الكفيل من المخازن والمختبر وصالة العرض التي يضمّ أكثر من 25 ألف قطعة متحفية، للاطّلاع على القطع الأثرية المهداة إلى مرقد إبي الفضل العباس (عليه السلام)، الدالّة على عظمة وقدسيّة المكان، من الأسلحة والنحاسيات إضافة إلى القطع الطبيعية لبعض الكائنات البحريّة المتصلّبة.

وقال الأمين العام للاتحاد العربيّ للتمكين الرقميّ أحمد بو داود في تصريح سابق لشبكة الكفيل: (إنّ متحف الكفيل ينفذ الأعمال المتحفيّة بطريقة علمية ممنهجة من التوثيق والحفاظ على الموروث في ظل ما يمتلكه من كم هائل من الموروثات المادية مع طاقم محترف في العمل المتحفي).

                                          

وأضاف: (إنّ متحف العتبة العباسية المقدّسة عند إكمال بنايته الجديدة سيكون فضاء رحباً للدراسات العالمية وليس العراقية فقط، وبالنظر إلى ما يمتلكه من الموروث فأنّه سيصنف من المتاحف العالمية ذات الدرجة الأولى).

من جانبه تحدث السفير الليبي الدكتور فوزي محمد الغويل في تصريح سابق لشبكة الكفيل: (ما شاهدته تجاوز التوقّعات، هذا المنجز التاريخيّ والحضاريّ والديني ّوالإنسانيّ يؤكّد قدرة الشاب العراقيّ على الإبداع).

                               

وأشار إلى أنّ (العتبة العباسية المقدّسة حريصة على هذه الطاقات الشبابية عبر تسخيها بالاهتمام بهذا الموروث العريق، والأصيل، الذي ينبع من أصالة هذا الشعب). وأكّد فوزي: (نحن نطمح إلى توقيع اتفاقية تعاون مشترك بين الاتحاد العربيّ الذي يضم قرابة 16 دولة عربية للتمكين الرقميّ والمؤسسات المتحفية مثل متحف الكفيل).

مواضيع ذات صلة