دعا المتولّي الشرعيّ للعتبة العبّاسية المقدّسة السيد أحمد الصافي، إلى تضمين مفردة (المواساة) في القصائد المختصّة بشخصية أبي الفضل العباس(عليه السلام).

جاء ذلك في مداخلةٍ له خلال مسابقة الجود العالمية للقصيدة العمودية بنسختها العاشرة، التي نظّمتها العتبة العبّاسية المقدّسة.

ونظّم المسابقة قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة المقدّسة بالتعاون مع جامعة الكفيل، تحت شعار (الجودُ قِبلةُ الشعراء ورِسالةُ الفداء)، وتُقام سنويّاً بالتزامن مع ذكرى وفاة السيّدة الجليلة أمّ البنين (عليها السلام).

وأوضح السيد الصافي أن "الصور الشعرية كانت حاضرةً في القصائد التي أُلقِيت، والذي زاد من ذلك أيضاً الإلقاء الجيّد من قِبل الشعراء".

وذكر سماحته "لا شكّ أن أبا الفضل العباس(عليه السلام) قمةٌ شامخة في فضائله، وبعض من وصفوه ذكروا فضيلة الإيثار، وهو بالفعل من الفضائل الكبيرة، ولكنّه (عليه السلام) صنع شيئًا أكثر من الإيثار، وهو المواساة".

وأكّد الصافي أن "المواساة هي فضيلة أرقى من الإيثار، والعبّاس(عليه السلام) لُقّب في الزيارة بـ (نعم الأخ المواسي لأخيه)، وهو تعبيرٌ دقيقٌ عن عظمة تضحيته في معركة الطفّ".

وأشار السيد الصافي إلى ضرورة تصحيح بعض المفاهيم اللغوية المتعلّقة بالشجاعة والخوف في الأدب العربي، خصوصاً في وصف شخصيّاتٍ مثل العبّاس (عليه السلام)، مبيّناً أن "الخوف ليس ضدًا للشجاعة كما يعتقد البعض، بل الجُبن هو الضدّ، فالخوف ليس صفةً مذمومة، لأنّه غريزةٌ بشريّة قد تظهر حتّى عند الأنبياء (عليهم السلام)، وقد ذكر القرآن الكريم أمثال ذلك بقوله تعالى: (فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَىٰ) طه-67.

فنقول إنّ العبّاس (عليه السلام) شجاع ولا نقول عنه إنه لم يخف، بل نقول لم يجبُنْ لأنّها الصفة المعاكسة لصفة الشجاعة، فمولانا العبّاس (عليه السلام) لم يجبُنْ ولم يُعهد لبني هاشم أحدٌ قد تخلّى وجبن عن الحرب.

هذه من الصفات التي تميّز بها بنو هاشم، نعم.. شجاعةٌ وقوةٌ وبسالة، لكن يجب أن لا نقرن الخوف بذلك فتختلط عندنا المصطلحات. ففي قبالة الخوف على أمرٍ مستقبليّ، لدينا قضية الحزن على أمرٍ مضى، وهنا تكمن قوة اللّغة العربية".

وفي ختام مداخلته، دعا السيد الصافي الشعراء إلى تضمين معنى مفهوم المواساة ومعنى (نعم الأخُ المواسي) في قصائدهم، لتعميق فهم هذه الفضيلة العظيمة.