البحث المتقدم

البحث المتقدم

٢٣ محرم ١٤٤٧

الدفاع عن الهوية الدينية.. الحوزة العلمية في وجه التحدي الشيوعي (5)

واتجهت المرجعية إلى تأسيس المكتبات الثقافية، فقد كانت ظروف الحصول على الكتاب الحديث صعبة جداً في ذلك الزمان، بسبب الحالة المادية المزرية، وبعد المطبوعات عن متناول الأيدي، مما يسر انفتاح الحوزة على الجسم الثقافي العراقي، حين تواصلت مع الجامعات والمعاهد والمدارس، وتم إرسال وكلاء المرجعية إلى مدن العراق وقراه المختلفة، ليكونوا دعاة للإسلام وحماة للدين وسدنته، مع التركيز على الشباب في محاولة لكسبهم.

وفتحوا قنوات اتصال مع ممثلي أهل السنة في بغداد تأكيداً لأواصر التآخي معهم. وكانوا مدعومين مادياً ومعنوياً من قبل المرجع الديني السيد محسن الحكيم، الذي التزم بالإنفاق على المنشورات، والإعلانات والاحتفالات، فضلاً عن حمايتهم من الانتقاص من أنصار التيارين (القومي والإلحادي) الذي نشطوا على الساحة، وازداد خطرهم بين فئة الطلاب.

وتمكن السيد الحكيم من تحقيق نهوض ملحوظ في واقع المرجعية الدينية، إذ نشر الوكلاء الأكفاء والدعاة المصلحين في مختلف أنحاء العالم الإسلامي، وفتح مدارس حوزية في باكستان، وأفغانستان، ولبنان، والبحرين، والأحساء في السعودية، وقدم الدعم لحركة النشر فيها. وكان هدفه الحقيقي من ذلك هو إنشاء وتطوير حوزات صغيرة، انتشرت في أصقاع العالم المختلفة تخفيفاً لمشقة الانتقال على الطلبة القادمين من البلاد البعيدة، وحرصاً منه على تعدد المراكز الحوزية، تحسباً لضربها من الحاكمين، فتكون الفرص متعددة أمام الطلاب، وهذا ما حدث فعلاً عندما قام النظام العراقي بعد 1968م بتسفير اعداد كبيرة من الطلبة، لكونهم يحملون الجنسية الإيرانية.

وقامت المرجعية الدينية بعدة خطوات لتحصين الأمة فكرياً من مخاطر المد الشيوعي، منها.. يتبع

 

المصدر موسوعة فتوى الدفاع الكفائي الجزء 3 ص 215

مواضيع ذات صلة