الانتصارات المتتالية تثبت قدرة القوات العراقية بكل صنوفها على طرد الإرهاب
عندما بدأت البوادر الاستعمارية البريطانية تظهر للعيان باحتلال العراق تبعا لتنوع المصالح السياسية والاقتصادية والإستراتيجية في العراق، وتنفيذاً لهذا المخطط، عملت بريطانيا على تسيير حملة عسكرية من البحرين نزلت في الفاو يوم ٦ تشرين الثاني ١٩١٤. فما كان للسلطات العثمانية إلا العمل لتعبئة الجهود لمقاومة الغزو البريطاني، اذ اصدر شيخ الإسلام خيري أفندي) من اسطنبول فتوى الجهاد ضد الغزاة في يوم ٧ تشرين الثاني ،۱۹۱٤ ، وكررها في ۱۱ تشرين الثاني، ونشرت في بيان مؤشر من ثلاثين عالماً في ٢٣ تشرين الثاني، إلا أن هذه الفتوى لم تلق تجاوباً من المسلمين، وكان أثرها ضعيفاً إلى حد كبير (۷).وعملت على تحريض رجال الدين في النجف وكربلاء وباقي الأماكن المقدسة بالانضمام إلى الحركة الجهادية، وصورت الحرب بأنها حرب جهادية ضد الكفار (۸). إن هذه المواقف للحوزة العلمية وخاصةً المواقف السياسية لم تأتِ من فراغ، بل كانت بداياتها متمثلة بنمو الحركة الإسلامية في المدن الشيعية المقدسة، وكيف أنَّ هذه المدن شكلت الاتجاه الفكري السياسي والرئيس في تلك المدن خلال المدة الممتدة بين أوائل القرن العشرين وحتى الاحتلال البريطاني للعراق عام 1914، اذ تمثل ذلك النمو بعدد من المظاهر السياسية والفكرية للتيارات التي تولدت عنها. وكانت النجف وكربلاء وعلى الرغم من أهمية المدن الشيعية الأخر قد شكلتا المركز القيادي الأساس للحركة الإسلامية ومظاهرها الفكرية وتياراتها، إذ أضحت تلك المدن مراكز أساسية لتجمع وانطلاق المجاهدين منها إلى جبهة الحرب في البصرة (9). وما ان اشتعل لهيب الحرب العالمية الأولى بين كتلتي دول الوسط والحلفاء حتى وضعت بريطانيا خططها الخاصة باحتلال العراق موضع التنفيذ، لاسيما بعد دخول الدولة العثمانية الحرب إلى جانب المانيا في 5 تشرين الثاني 1914.