البحث المتقدم

البحث المتقدم

٠٤ ذو الحجة ١٤٤٦

موقف المرجعية العليا تجاه ثورة 14 تموز 1958م (3)

ويظهر مما ورد أعلاه أن المرجعية الدينية حرصت على ألاّ تكون رسائلها مجرد مباركة للثورة، بقدر ما تكون رسائل توجيهية وإرشادية تحمل بين طياتها رؤيتها لما يجب أن يقوم عليه الحكم الجديد من معاني العدل والدين والإصلاح، وكأنها قالت لهم فيها: أن لا خير في تغيير الوجوه من دون رفع الظلم عن الناس، وإشاعة روح الأخوة بينهم.

فكانت رسالة الشيخ عبد الكريم الجزائري الذي يُعدّ من الرموز المرجعية الوطنية العتيدة تعبيراً أكيداً عن تأييده للثورة، وإشادته بجهود قادتها، ومواقفهم المبدئية، وحثاً لهم على نصرة الإسلام وأهل الدين، جاء في نصها: "سيادة الزعيم الركن عبد الكريم قاسم دام تأييده.. ﴿إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرۡكُمۡ وَيُثَبِّتۡ أَقۡدَامَكُمۡ﴾، في الوقت الذي أكبر فيه مواقفكم المشرفة وجهودكم الجبارة في حركتكم المظفرة أسأله تعالى أن يأخذ بيدكم لما فيه الخير والصلاح ويسدد خطاكم، لإعلاء كلمة الدين وراية الحق".

وأعرب الشيخ في رسالته عن أمله في ان يكون عهد الجمهورية "عهداً مباركاً تسوده العدالة الاجتماعية والمساواة والقيم الروحية؛ ليشعر الفرد بقيمته كمواطن له حريته وكرامته في حدود ما أمر الله ونزلت به رسله. وفقنا الله وإياكم لنصرة الدين وجمع كلمة المسلمين، إنه ولي التوفيق...".

وأبرق كل من المرجع السيد محمد الحسني البغدادي، والشيخ عبد الكريم الزنجاني بعد مرور أسبوعين من الثورة رسائل تهنئة وتأييد للثورة، عبرا فيها عن أمانيهما بنجاح عمل زعيمها وسداد خطاه. ودعا الشيخ علي محمد رضا آل كاشف الغطاء في برقيته التي رفعها إلى عبد الكريم قاسم يوم (23 تموز 1958) إلى وجود الاتفاق والتماسك ورصّ الصفوف بين أبناء الشعب العراقي كافة بوصفه نسيجاً واحداً، وانتهاج سياسة عادلة لا تفرق بين أبناء البلد الواحد إلا على أساس الكفاءة والنزاهة، مشدداً في الوقت نفسه على ضرورة اعتماد "روحانية الإسلام" كأساس لحكم الوطن. وأعلن السيد علي بحر العلوم عن مساندته للثورة التي نعتها بأنها: "اشراقة رائعة لعهد جديد".

وإلى جانب ما تضمنته رسالة عميد كلية الفقه.....

يتبع ....

المصدر موسوعة فتوى الدفاع الكفائي الجزء 3 ص 198

مواضيع ذات صلة