في ظل التحديات التي تواجه العراق، تؤمن العتبة العباسية المقدسة بأن النهوض بواقع البلد وتحقيق التنمية المستدامة لا يمكن أن يتم إلا من خلال استثمار القدرات الذاتية والإمكانات الوطنية. وقد جسّدت العتبة هذه الرؤية عبر سلسلة من المشاريع والبرامج التي تعزز الصناعة، الابتكار، والهياكل الأساسية، لتكون نموذجاً يُحتذى به في خدمة المجتمع. 

من أبرز المبادرات التي أطلقتها العتبة، المُلتقى العلمي الوطني "ملتقى فتية الكفيل"، الذي يُعنى بتطبيقات الذكاء الاصطناعي وبرمجة الروبوتات، يُعد هذا الملتقى نوعياً على مستوى العراق، ويهدف إلى دعم الطاقات الشبابية وتنمية مهارات الطلبة، سواءً في الجامعات أو المدارس المهنية، لتحفيزهم على الابتكار والإبداع العلمي. ويُمثل هذا الملتقى خطوة أساسية نحو تحويل الأفكار الخلاقة إلى مشاريع واقعية تسهم في تحقيق التقدم العلمي والمعرفي. 

وفي سياق دعم الاختراعات والابتكارات المحلية، رعت العتبة العباسية المقدسة مؤتمر ومعرض المخترعين الذي يُقيمه منتدى المخترعين العراقيين. يهدف المؤتمر إلى توفير منصة للمخترعين العراقيين لعرض إبداعاتهم أمام الجهات الداعمة والمجتمع، بما يسهم في تحفيز روح الابتكار ونشر ثقافة الاختراع. 

كما أنشأت العتبة المختبر الهندسي الإنشائي، الذي يُعد من المشاريع الحيوية في قطاع البنية التحتية. يختص المختبر بفحص المواد الإنشائية وفق معايير الجودة الدولية، ويعمل وفق ضوابط جهاز التقييس والسيطرة النوعية في وزارة التخطيط العراقية. هذا المشروع يضمن تطابق المواصفات مع المعايير الهندسية العراقية المعتمدة، مما يعزز جودة المشاريع الإنشائية في البلاد. 

وفي مجال التعليم، خطت العتبة خطوة نوعية بإدخال البرمجيات إلى العملية التعليمية من خلال تطبيق "السراج" للمدرسة الإلكترونية. يتميز هذا التطبيق بتصميم احترافي وواجهة سهلة الاستخدام، ويعمل على أنظمة Android وIOS. وقد أثبت التطبيق فعاليته خصوصاً خلال فترة جائحة كورونا، حيث أتاح للكادر التدريسي إمكانية إرسال المواد التعليمية واستقبالها من الطلبة بصيغ متعددة. كما وفر نظام تبليغات مخصص لجميع المستخدمين، سواء للمدرسة بأكملها أو لفصول معينة، مما جعله أداة تعليمية فعّالة لتعزيز التواصل بين المدرسة والطلبة وأسرهم. 

تؤكد هذه المشاريع والمبادرات التزام العتبة العباسية المقدسة بدورها الريادي في تعزيز الصناعة، دعم الابتكار، وتطوير الهياكل الأساسية. كما تسعى إلى استنهاض طاقات الشباب واستثمار أفكارهم المبدعة، لترسيخ أسس التنمية المستدامة في العراق وتحقيق مستقبل أكثر إشراقاً لأبنائه.